أضحى التغيير التنظيمي من أهم القضايا التي تشغل المؤسسات المجتمعية في الوقت الراهن،ذلك أنه يتم في ظل ظروف بيئية تتسم بالديناميكية والحدة وسرعة التغيير ،على اعتبار أن المؤسسة تمثل نظاما مفتوحا مفروضا عليها، ومن أجل ضمان ّاستقرارها ونموها، ولابد أن تنمو وتتطور وتتفاعل على ضوء فرص وتحديات محيطها الذي تنشط فيه.
إن المحيط الاجتماعي يشهد تطورات وتغييرات عميقة وواسعة النطاق في مختلف المجالات، لاسيما المعرفية والتقنية والإدارية والمعلوماتية.وتبرز أهمية التغيير التنظيمي، كأحد أهم أنواع التغيير في المؤسسات التعليمية، بسبب اقترانه بمختلف جوانب المنظمة، سواء من حيث رؤيتها ورسالتها، أو من حيث عملياتها ومهامها، أو من حيث هياكلها التنظيمية، أو من حيث سلوك الأفراد العاملين واتجاهاتم والإجراءات المنظمة وتقنياتها المستخدمة، والهدف من وراء ذلك هو البحث عن تلاؤم دائم ما بين الأداء الإداري وتغييرات المحيط.
هذا وقد جاءت المدارس الإدارية متباينة فى فلسفتها التنظيمية طبقا الظروف وبيئات المنظمات المختلفة، ومن تلك المدارس نبعت اتجاهات تقليدية ركزت على مجرد الاهتمام بالعمل والإنتاجية وأهملت الجانب الإنساني وحاجات العاملين في التنظيم ، ومن ثم ظهرت المدرسة الإنسانية التي اعترفت بحاجات أفراد العمل في المقام الأول على عكس المدرسة الأولي، وذلك حتى ظهر "منهج النظم" الذي يهتم بحاجات الأفراد والمنظمة في وقت واحد، وأن كل النظم لايمكن أن تعمل إلا من خلال مدخلات ومخرجات تتأثر بالبيئة التي تعمل فيها.
إن الأداء الإداري للفرد لاينفصل عن الأداء الإداري للمنظمة حيث يعبر عن أداء المنظمة بمجموع أداء أفرادها، وعليه فإنه يجب على المنظمة أن ēيئ الظروف لتطوير أداء أفرادها.
إذا كان العامل المشترك في المتغيرات العالمية هو التغيير، فإن الأمر الذي يجب الاتفاق عليه تجاه هذه المتغيرات هو دور القيادة في إدارة التغيير، فالمنظمات بحاجة إلي إدارة جديدة وقادرة على القيادة والإبداع والابتكار والتجديد والتعامل مع المتغيرات بشكل أكثر كفاءة.
التغيير التنظيمي: هو عبارة عن تغيير موجه ومقصود وهادف وواعي يسعي لتحقيق التكيف البيئي ( الداخلي والخارجي) بما يضمن الانتقال إلي حالة تنظيمية أكثر قدرة على حل المشكلات. أى أنها عملية مخططة للتغيير في ثقافة المنظمة من خلال استخدام تقنيات علم السلوك وبحوثه ونظرياته.
للمزيد:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق