الخميس، 27 أغسطس 2015

السيطرة على الانفعالات من أهم مهارات القيادة فى القرن الحادى والعشرين


السيطرة على الانفعالات من أهم مهارات القيادة فى القرن الحادى والعشرين
إن القدرة على إدارة الانفعالات والتحكم فيها تعد اليوم من أهم المهارات اللازمة للقيادة فى القرن الحادى والعشرين 
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما الذي يجعل البعض يحسن السيطرة على انفعالاته عندما يواجهون أى مشكلة ، في حين أن البعض الآخر لا يجيد ذلك؟
ولفهم ذلك لابد أولا من التعرف على تشريح الدماغ والمراكز المسئولة عن العواطف والانفعالات فى علاقتها بالمراكز المسئولة عن التفكير المنطقى ؟ 
وكيفية إدارتها والتحكم فيها لإحداث التوازن بينهما ؟

يشير جوناثان كوهن إلى أن الدماغ ينقسم إلي ثلاثة أقسام هي جذع الدماغ و النظام الحوفي و القشرة الجديدة :
1- جذع الدماغ المحيط بقمة الحبل الشوكي, و هذا الجزء مشترك بين كافة الثدييات تقريبا, حتى التي تملك الحد الأدنى من الجهاز العصبي. فهذا الجزء القاعدي من المخ ينظم وظائف المخ الأساسية مثل التنفس و التمثيل الغذائي لأعضاء الجسم الأخرى, كما يتحكم في ردود الفعل و الحركات النمطية, هذا الجزء لا يمكن أن يفكر أو يتعلم, لأنه ليس أكثر من مجموعة من الأدوات التي تعمل بشكل مبرمج لتحافظ على استمرارية قيام الجسم بوظائفه الحيوية كما ينبغي.
2- الجزء الثاني من المخ و هو ما يطلق عليه تسمية الجهاز الحوفي أو مركز العواطف و يحوي هذا الجزء من الدماغ مجموعة من الغدد و لعل أهمها الاميجدالا Amygdala و الهيبوثيلاماس Hypothalamus , و هذه الغدد مسئولة عن إفراز المنشطات التي تتجلى من خلالها الاستجابة العاطفية للمواقف التي يمر بها الإنسان من حب أو كراهية أو غضب أو خوف و لذلك سمي هذا الجزء من الدماغ بمركز العواطف.
وهذا الجزء يعمل على إفراز هرمون النوريباينفرين Norepinephrine الذي يجعل الجسم أكثر يقضه بحيث تتسارع دقات القلب و يرتفع ضغط الدم و يبطؤ التنفس كاستجابة للانفعالات

3- الجزء الثالث من الدماغ يسمي بالقشرة الجديدة Neocortex و هذا الجزء من الدماغ هو الجزء المسئول عن التفكير المنطقي و التحكم بالعواطف إضافة لمجموعة وظائف أخري مثل القدرة على الحساب و الكلام و تفسير المعلومات الناتجة عن الحواس مثل السمع و البصر و الشم و غيرها, و هذا الجزء من الدماغ هو الجزء الذي يميز الإنسان عن باقي الثدييات بسبب كبر حجمه و تعدد وظائفه .
و هذا يقودنا أولا للإجابة عن السؤل الذى طرح مسبقا عن كيفية السيطرة انفعالاتنا وإدارتها أو التحكم فيها ؟ 
وذلك رغم أن القيام بمثل هذا الأمر يعد في غاية الصعوبة إلا أن الحل يكمن في تدريب أنفسنا على الاعتماد على الجزء المنطقي من أدمغتنا و الذي يعمل على التحكم بمشاعرنا فالدماغ كغيره من أجزاء و عضلات الجسم الأخرى يزيد قوة مع زيادة التدريب و الصقل فبعض الأشخاص ينمي و يصقل القشرة الجديدة من الدماغ مما يؤدي مع الوقت لان يكون أكثر قدرة على ضبط نفسه و التحكم بمشاعره بينما يبقي البعض الأخر حبيس الجزء العاطفي من الدماغ و لعل ما يؤكد هذا التصور نتائج بعض الدراسات التي أشارت إلي أن المراهقين أكثر اعتمادا على الجزء العاطفي من الدماغ في اتخاذهم لقراراتهم مقارنه مع البالغين .
ولذلك فإن الأشخاص الذين يملكون الوعي بالنفس هم أولئك البشر الذين يدركون حالتهم النفسية و يملكون الحنكة فيما يخص حياتهم الانفعالية و يمثل إدراكهم الواضح لانفعالاتهم أساسا لتميزهم مما يؤدي لان يكونوا شخصيات مستقلة واثقة من إمكاناتها تميل للنظرة الايجابية للحياة و عندما تتكدر أمزجتهم لا تستبد بأفكارهم و يستطيعون الخروج من هذه الحالة بسرعة مما يعني أن عقلانيتهم تساعدهم على إدارة عواطفهم و انفعالاتهم ، علاوة على أن إن القدرة على إدارة الانفعالات والتحكم فيها تعد اليوم من أهم المهارات اللازمة للقيادة فى القرن الحادى والعشرين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق