يجب بادئ ذي بدء أن يحقق الباحث درجة من الوضوح النظرى في ذهنه حتى يتسنى له تمثيل الواقع فكريا وبناءه على مستوى التصور في عقله، فالعقل البشري كما يقول "برتراند رسل" : لا يُعالج الأشياء الموجودة في الواقع من حيث هي كذلك، وإنما من حيث أن لها خواصا معينة..وهذا ما تقوم به عملية التجريد Abstraction التي تسمح للباحث من خلال تصوير ذهني الجوانب الرئيسة للواقع الملموس ( Le concret pensée) باستخلاص الجوانب الرئيسة وعزل ما يعد عرضيا لا يمت للظاهرة بصلة. فالنظرية هي التي تحمل الأساس الموضوعي الذي يقوم عليه البحث ومنها تتحدد النقاط التي ينطلق منها البحث وتتحدد اتجاهاته.
اما البحث فهو التطبيق علي النظرية والمثال الحي عليها ، اى أن البحث تجسيد للفكرة ، وهو البرهان علي سلامة الفكرة وفاعليتها باختصار البحث هو دليل النظرية. إذ تكمن وظائف النظرية فى
1 ــ تصنيف الأحداث الواقعية وتنظيمها .
2 ــ الوقوف على الأحداث التي تقع ومعرفة أسبابها ، للتنبؤ بما يحدث في المستقبل .
3 ــ الفهم العلمي الشامل لجملة الأحداث ، وتطورها ، والعوامل التي تحكمها في الواقع الاجتماعي
4- تحدد نوع المعلومات والوقائع التي ينبغي جمعها عن الظاهرة المدروسة.
5-تقدم إطارا تصوريا لجمع الوقائع وتنظيمها.
6-تقدما تلخيصا عن الحقائق وعما بينها من علاقات.
7- انها تحدد أوجه النقص في المعرفة بالظاهرة موضوع الدراسة، وذلك بفضل تلخيص ما نعرفه من الحقائق، وبالتالي يمكن معرفة أوجه القصور، والجوانب التي لم يتم التوصل إليها أو لم تستكمل. مما يسمح بطرح تساؤلات وصياغة فروض جديدة.
ويعتمد اختار النظرية في البحوث الاجتماعية على عناصر رئيسية هي :
1 ــ عنوان البحث ( الدراسة ) .
2 ــ تحديد المتغير التابع والمستقل .
3 ــ مشكلة البحث.
4-الدراسات السابقة .
5 ــ أهداف البحث .
6-تساؤلات الدراسة.
7 ــ فروض الدراسة .
فالباحث يستعين بمسلَّمات وفروض النظرية في وصف وتحليل وتفسير الظاهرة التي يدرسها والوقوف على العلاقات بين متغيراتها.
كما أن يلجأ إلى النظرية في حل التناقضات بين النتائج التي توصل إليها.
و في رؤية واستشراف مستقبل الظاهرة وفي رصد و ورؤية الواقع رؤية عقلية ، والتى تعتبرً بدورها مصدرًا لمداخل نظرية جديدة. ، فالنظرية بدون تجريب تعتبر تجريد عقيم ، كما ان التجريب بدون نظرية يعتبر مجرد تجارب عشوائية عمياء.
للمزيد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق