بدأ Frederic Kaplan فى هذا العرض بتبسط فكرته من خلال عرض صورة لكوكب الأرض وكيف إنها تبدو شديدة الشبه بلوحات أبولو المعروفة جيدا ، وكيف أنه عندما يحاول التركيز على شيء مختلف فإنه يستطيع ان يضغظ عليه بحيث يستطيع تقريبه ، وكذلك بالنسبة لأى نقطه يحاول مشاهدتها بوضوح.
فهذا منظر بديع في الحرم الجامعي في لوزان ، ولكنه يرى أن هناك شيئا مفقودا في هذه الجولة الرائعة: فهو ليس متأكداً متي ألتقطت هذه الصورة.
ومن هنا جاءت فكرة تطوير أداة للسفر ليس فقط في الفضاء ولكن أيضا فى الزمان . والسؤال الذي سأله هو هل من الممكن تطبيق فكرة "خرائط جوجل" على الزمن الماضى ؟ بإضافة شريط تمرير على رأس "خرائط جوجل" وبمجرد تغيير السنة، يمكننا رؤية كيف كانت منذ 100 سنة أو 1000 سنة ؟ هل هذا ممكن؟ هل يمكنني إعادة بناء الشبكات الاجتماعية من الماضي؟ هل بإمكاني صنع فيس بوك من العصور الوسطى؟ إذن هل يمكنني بناء آلات الوقت؟
ربما، أنه يمكن ذلك من وجهة نظر معلوماتية ، أننا في السنوات العشر الماضية، لدينا الكثير من المعلومات. ومن الواضح أنه كلما رجعنا للماضي، قلّت المعلومات لدينا. إذا كنا نريد بناء شيء مثل "خرائط جوجل" من الماضي، أو فيس بوك الماضي، نحتاج إلى توسيع هذه المساحة، كيف نفعل ذلك؟ طريقة واحدة هي الرقمنة ، فهناك الكثير من المواد المتاحة- صحف ، آلاف الكتب المطبوعة. يمكنني رقمنة كل هذا و استخراج المعلومات منها بل يمكننى أن أفعل ما فعله المؤرخون. يمكنني الاستقراء. وهذا ما نسميه في علوم الكمبيوتر ب "المحاكاة". ويستطرد قائلا :
أرشيف ضخم للغاية ، إلى جانب متخصصين على أعلى مستوى .
ونحن نحاول تحقيق ذلك من خلال " آلة زمن البندقية" ،وهو مشروع مشترك بين لوزان وجامعة البندقية.
هناك شيء غريب جداً عن البندقية، أن إدارتها لديها بيروقراطية سيئة جداً. فلقد تم حفظ مسار كل شيء، تقريبا مثل جوجل اليوم.في محفوظات موثقة لكل جوانب الحياة في البندقية على مدى أكثر من ألف سنة. لديك توثيق لكل قارب يخرج، وكل قارب يدخل لديك كل تغيير تم إجراؤه في المدينة. وهذا كل شيء هناك. ونحن قمنا بإعداد برنامج رقمنة 10 سنوات لتحويل هذا الأرشيف الهائل الي نظام معلومات عملاق.
بهدف رقمنة 450 كتاب يوميا وبطبيعة ، ولكن لأن هذه الوثائق، معظمها في أمريكا اللاتينية، ولذلك قمنا بترجمتها ووضعهم في مرجع ومن الواضح إلا أن الأمر لم يكن سهلاً ، واستخلصنا منه حوالى 10 مليار حدث.
كما قمنا بدراسة مدينة البندقية في سياق أوروبي أكبر. وتوثيق جميع الأحداث على الصعيد الأوروبي. وبناء رحلة الإمبراطورية البحرية بمدينة البندقية، وكيف أنها سيطرت تدريجيا علي البحر اﻷدرياتيكي، كيف أصبحت أقوى إمبراطورية في العصور الوسطى وقتها، والسيطرة على معظم الطرق البحرية من الشرق إلى الجنوب.
وإنشاء نظام محاكاة للبحر الأبيض المتوسط واستكمال المعلومات المفتقدة من خلال الإجابة على بعض التساؤلات فى ضوء مخطط المسار الذى نتبناه.
وبذلك نلاحظ أن البحوث في مجال العلوم الإنسانية على وشك الخضوع للتطور الذي ربما يشبه ما حدث لعلوم الحياة منذ 30 عاماً.
ونحن نرى أن مثل هذه المشاريع تفوق قدرة فريق بحث واحد وهذا جديد فى مجال العلوم الإنسانية،التي تعتمد عادة على العمل في مجموعات صغيرة، أواثنين من الباحثين فقط. عند قيامك بزيارة محفوظات دي ساتو، تشعر انه يفوق قدرة فريق عمل واحد ولذلك فإن العمل فى مثل هذه المشاريع عادة ما يكون جهدا مشتركاً، وهذا يمثل نقلة نوعية لبناء جيل جديد من "الإنسانية الرقمية" التي ستكون جاهزة لهذا التحول.
للمزيد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق