ولا شك أن من جملة العلاقات المهمة بين العلم والفلسفة ، إذأن تطور كل منهما يعتمد على تطور الآخر، فتطور الفكر الفلسفي ارتبط إلى حد كبير بتطور العلم، ولو أننا رجعنا إلى بعض محاورات أفلاطون لتحققنا من أن اكتشاف الفيثاغورثيين لبعض الحقائق الرياضية قد كان أصلا من الأصول الهامة التي صدرت عنها نظرية (أفلاطون) في (المثل)، كما أن فلسفة ديكارت مدينة بالكثير من أصولها لما وصل إليه العلم على يد (غاليلو))،بل أن جميع العلوم نشأت في أحضان الفلسفة، ومن أهم وظائف الفلسفة رعايتها للعلوم في أطوارها الجنينية.
أما الاختلافات بينهما فكثيرة ومتنوعة يمكن تلخيصها فى :
- الفلسفة هي النظر العقلي المجرد ، أي قائمة علي التامل المجرد، و الوصول لحلول مجردة ....أما العلم قائم علي التجربة ... و الاهتمام بالواقع ....
- الفلسفة تبحث في الكليات .... العلم يبحث في الجزئيات ....
- الفلسفة تبحث عن الماهيات ...العلم يبحث عن الكيفيات ....
- الفلسفة غائية ....العلم وصفي ....
- الفلسفة تقوم علي الاستنباط ... العلم يقوم علي الاستقراء ...
- يستهدف العلم وصف الظواهر وكيفية حدوثها، أما الفلسفة فهي تحاول تفسير ما وصل إليه العلم، إذ أن العلم وصفي والفلسفة تفسيرية.
- العلم موضوعي وتجريبي والفلسفة ذاتية شخصية أو تأملية ونظرية ـ مقارنة بالعلم ...فالفلسفة تعتمد على العقل فقط بينما يعتمد العلم على التجربة والملاحظة.
- العلم إمبريقي، حدوده حدود العالم المحسوس، أما الفلسفة فهي تتجاوز تلك الحدود إلى ما فوقها أى ماوراء الواقع .
ـالأحكام العلمية أحكام تقريرية، بمعنى أنها لا تقرر أكثر مما هو موجود في الواقع الخارجي، أما الأحكام الفلسفية فبعضها معياري، وبعضها فردي لا يعبأ بما عليه الواقع.
لأن الفلسفة تتناول ما وراء الواقع، وما وراء المحسوس ، وتتصدى لقضية الأخلاق والقيم، وتعالج الواقع ليس لتقريره على ما هو عليه، بل لتغييره إلى الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه في ضوء قيم الحق والخير والجمال.
- العلم يبحث عن العلل القريبة المباشرة، والفلسفة تبحث عن العلل البعيدة التي هي وراء تلك العلل القريبة أو فوقها، وهذه الخاصية نابعة من تجريبية وتقريرية العلم لأن العلة القريبة هي التي تخضع للاختبار والتجربة .
ـالعلم جزئي والفلسفة كلية، لأن الفلسفة تدرس الوجود من حيث هو وجود كلي عام، ولا تهتم بالجزئيات والتفاصيل، أما العلم فله في كل فرع وموضوع تخصص جزئي محدود.
ـإن العلم يتبنى في أي مجال مجموعة مسلمات لا جدال فيها، ولكن الفلسفة لا تعترف بالمسلمات إلا إذا ثبتت بالبرهان العقلي، وذلك محدود جداً فيها، والعقل دون الحس هو الأساس في الفلسفة.
ـالعلم منفصل عن تاريخه أو لا يشكل تاريخه جزءاً من حاضره، بخلاف الفلسفة فإنه لا يمكن تجاهل تاريخها، لأن تاريخها جزء منها.
للمزيد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق