الجمعة، 28 فبراير 2014

نظام التعليم فى كوريا الجنوبية The education system in South Korea


أهم درس نتعلمه من كوريا الجنوبية :

العثرات فى حياة الشعوب ليست عيبا، لكن العجز عن تجاوزها والتخاذل أمامها وتغليب المصالح الشخصية والطائفية والأيديولوجية يقضى على مستقبل أجيال بأكملها.

ورسالة كوريا الجنوبية إلى العالم صريحة: "انتموا إلى أوطانكم فحسب".


South Korea’s Education System at a Glance



PISA rankings within OECD
التصنيف العالمى للتعليم فى القراءة والرياضيات والعلوم 
منذ ما يقرب من 68 عاما كانت هناك دول كثيرة جدا حول العالم شبه مدمرة اقتصاديا بسبب الحرب العالمية الثانية التى انتهت فى 1945 وتوابعها. وكانت النتيجة واحدة حيث تساوى الجميع بأن عادوا إلى المربع رقم واحد فى رحلة بناء الدولة اقتصاديا وعلميا ومجتمعيا. ولم يعف التاريخ دولا كثيرة ربما يمتد عمرها لسبعة آلاف سنة من أن تقف الموقف ذاته مع دول أخرى حديثة العهد بالتاريخ نسبيا.

وهنا تأتى التجربة الكورية الجنوبية مثالا صارخا على نجاح الإرادة الذكية فى تحقيق نهضة حقيقية من الصفر حتى أصبحت اليوم صاحبة واحدة من أنجح الاقتصاديات العالمية وترتيبها فى ذلك الحادى عشر. كل ذلك على الرغم من أن كوريا 1948 كانت كعائلة التى فقدت كل شيء ولم يبق لها سوى جدران المنزل المدمر لتعيد بناءه لتحيا فيه حياة كريمة. فمن حرب طال أمدها إلى 35 عاما مع اليابان خرجت كوريا الجنوبية إلى حرب جديدة استغرقت ثلاث سنوات بعد أن غزتها شقيقتها الشمالية وأعلن الانفصال لتبقى الجزيرة الجنوبية وحيدة مدمرة بلا بنية تحتية ولا حتى الحد الأدنى الذى يساعدها على تجاوز الأزمة، لأن كل الموارد الطبيعية التى كانت تعيش عليها موجودة فى كوريا الشمالية.

وكانت كوريا الجنوبية تعيش عل المساعدات الخارجية فى هذه الفترة. إلا أنها بالإرادة والعزيمة والتخطيط السليم تحولت إلى بلدا مانحا يقدم المعونة للدول المحتاجة.
وإيمانا منها بأن التعليم هو أقصر الطرق إلى التقدم ، ركزت حكومة سيول على محو أمية كانت تقارب نسبتها الـ30% فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، لتصل بعد ذلك إلى أقل من 1% فى عام 1990. ولم يكن مفهوم محو الأمية عندهم يقتصر على تعليم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب والجمع والطرح، بل كانت النظرة إلى التعليم أوسع وأشمل وأعم بكثير، حيث اتجهوا مباشرة إلى محو الأمية التكنولوجية باعتبارها مستقبل الصناعة الحقيقية فى العالم بعد عقود طويلة .

ووفقا للإحصائيات تعتبر كوريا الجنوبية  الأكثر إنفاقا على التعليم، حيث تخصص من إجمالى ناتجها 7.1% تحت بند التعليم، كما أن هناك اليوم أكثر من 200 جامعة تخدم سكان كوريا الذين لا يتجاوز عددهم خمسين مليون نسمة.

وبالتالى أصبح الاستثمار الحقيقى فى كوريا فى المعرفة  والتعليم من خلال سياسات علمية واضحة ومحددة ، وقد آتت هذه السياسات ثمارها طوال السنوات الستين الماضية حتى أن إجمالى الناتج المحلى تضاعف 29 مرة ما بين 1960 و2006، بل وألتحقت كوريا الجنوبية بنادى "التريليون دولار للاقتصاديات العالمية" فى 2004، وتفوق اقتصادها على اقتصاد اليابان والصين اللذين اتخذت منهما نموذجا يقتدى به فى بداية رحلتها الاقتصادية.

وارتكزت كوريا فى سياستها على  ربط  التعليم باحتياجات سوق العمل ولذلك غالبية الجامعات الكورية هى جامعات تعليم فنى . أما التعليم الأساسى الذى لم يكن يقبل عليه الكثيرون فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، فقد رأت الحكومة أن يكون مجانيا 100% طوال سنواته الست وهى إلزامية ولا يمر الطالب بأية اختبارات حتى يحصل على حقه فى الالتحاق بالمرحلة الإعدادية وينال قدر ما يستطيع من التعليم

 أما المرحلة الثانوية فهى مسألة اختيارية. وعلى الرغم من أنها اختيارية إلا أن عليها إقبال شديد لأن النظام زرع فى نفوس أبناء شعبه حب التعليم وأعلى من قيمته وجعله أساسا فى مفهوم الوفاء للوطن. 

فالاتجاه هناك الآن نحو التعليم المفتوح بمعنى أن الجامعات تفتح أبوابها لكل من يريد التعليم حتى وإن كان كهلا.

للمزيد :




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق