تحرص الميركز اليابانيون على الأهداف الاقتصادية للتعليم ، وذلك لأن الاقتصاد في اليابان اقتصاد قائم على المعلومات، ولذلك يهتم التعليم النظامى بتدريب الطلاب على نوعين من المهارات، الأول تدريبهم على المهارات الفنية والثاني تدريبهم على المهارات اللازمة لعلاقات العمل التي تعزز الإنتاجية، وهذين النوعين من التدريب يعزز كل منهما الآخر ، بهدف تكوين كوادر بشرية قادرة على استيعاب التدريب المستمر على التقنيات المستحدثة في مواقع العمل ، و درء الفجوة بين التعليم وسوق العمل .
وفى هذا الإطار يحرص التعليم الثانوى فى اليابان على تجانس المعارف المكتسبة في المدرسة بما ييسر وضع معايير موحدة للتدريب.
من خلال خمسة مبادئ وأهداف أساسية تحرص المدارس الثانوية على تحقيقها وهي:
1- غرس قيم الاحترام والتقدير للاجتهاد في العمل.
2- تدريس المهارات والمعارف الأساسية اللازمة للمهن الأساسية في المجتمع.
3- تطوير القدرة على اختيار المهنة فى المستقبل بما ينسجم مع الميول الشخصية للمرء.
4- تطوير وتنمية الاستعدادات الضرورية للمواطنة المنتجة.
5- إكساب الطلاب قيم التعاون والعمل الجماعى ومهارات التعامل مع الآخرين .
ففي نهاية الدوام، وفي بعض المدارس يعقد اجتماع في نهاية اليوم الدراسي يضم الطلاب ومدرسيهم وذلك من أجل مناقشة المستجدات كما أنهم يتعلمون من خلال تلك الاجتماعات كيف يتحاورون ويفكرون بصورة جماعية حيث يناقشون أحداث وتجارب اليوم الدراسي المنصرم وذلك بهدف تحسين الأداء في اليوم التالي وعدم تكرار الأخطاء. وبهذا الأسلوب يساعد التعليم المدرسي النظامي على خلق علاقات عمل جماعية بين الطلاب مما يسهل عملية التدريب في المستقبل ، كما يُعلَّمون الطلاب كيف يتناوبون في تنظيف وتنظيم الفصل الدراسي في نهاية الدوام،
أما التدريب فى مواقع العمل فيركز على تعليم الطلاب كيفية تقاسم المعلومات والمسؤوليات بالإضافة إلى تعليم بعضهم بعضاً أسرار العمل. ليس هذا فحسب، بل يتم تعليمهم كيف يتم التصدي والتعامل مع الخلافات التي قد تنشأ بينهم وكذلك حلها بصورة ودية وعقلانية. كما أن التدريب على علاقات العمل يشمل مهارات التعامل مع الآخرين مثل فهم سياسة مكان العمل، وتقاسم المعرفة والقدرة على فهم الوقت المناسب للتحدث والوقت المناسب لالتزام الصمت ، وذلك بهدف تعزيز الأمن الوظيفي و التقليل من حالات الفصل أو الاستقالة أو الانفصال غير الفعالة وخفضها إلى أدنى حد ممكن.
وقد عزز حافز التدريب لدى المؤسسات والشركات في اليابان إلى حد بعيد هو نجاح السياسات الاقتصادية والصناعية بصورة عامة والقائمة علِى نجاح التعليم المدرسي النظامي في إعداد الطلاب للتدريب وغرس ثقافة العمل لديهم.
وبذلك اعتمد الأسلوب الياباني اعتماداً قوياً على التدريب في مواقع العمل لبناء قوة عمل منتجة وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وهذا الأسلوب تفوق على الأسلوب الأمريكي في التدريب الذي يعتمد على التدريب المقدم من مصادر خارجية مثل مراكز ومعاهد التدريب، والمدارس المهنية والحرفية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق