بلغ اهتمام كوريا الجنوبية بالتعليم حدودا غير مسبوقة سهلت على المعلم أن يصبح مليونيرًا يضاهي بشعبيته وبثروته المشاهير في بقية المجالات وهي مهنة تستقطب المبدعين والموهوبين في التدريس.
ويدرس أغلب الطلبة الكوريين الجنوبيين بأسلوب مزدوج، فمعظمهم يحضرون الدروس نهارًا في المدرسة، ثم يتابعون تعليمهم على الانترنت في مواقع وبوابات يفتحها الأساتذة والمعلمون لتكون قناة تواصل بعد ساعات الدوام في المدرسة، بعد أن أصبحت مواقع الإنترنت التعليمية قطاعا كبيرا تبلغ قيمته 20 مليار دولار.
وهذا التفاني من أجل تعليم جيد، أسهم في ارتقاء كوريا الجنوبية إلى مصاف الدول الأكثر تطورًا في العالم بالرياضيات والعلوم والآداب، لكن ذلك لم يكن سهلا، ففي أحدث تصنيف نشرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تبين أن الطلبة الكوريين احتلوا المركز الأخير لدى سؤالهم إن كانوا سعداء في المدرسة حيث يعتبر امتحان مماثل لامتحان SAT أهم مناسبة في حياة الطالب، إذن فلا غرابة من تصدر كوريا الجنوبية معدلات الانتحار بين البلدان المتطورة حيث يعزو كثيرون أنها ظاهرة ترتبط بالضغط النفسي الناجم عن الولع بالتعليم.
وأجرت الصحيفة الأميركية واشنطن بوست حوارا مع أستاذ رياضيات تميز في مجاله وقد نقلت عنه قوله: “لا يمكن اختزال الأمر بتدريس مادة كما هي، بل يجب على المعلم أن يكون فنانًا مبتكرا ومتعدد المواهب”.
كوون، معلم حقق شعبيته الواسعة من خلال تدريس الأدب على الإنترنت، وأصبح عضوًا في نادي المشاهير، فيما أُطلق اسمه على كرسي أكاديمي لتطوير التعليم. لكن كوون رفض أن يكشف حجم دخله من التدريس مكتفيًا بالقول إنه يكسب ملايين الدولارات في السنة.
وقال كوون إن أبرز منافع التعليم الخاص هو دفعه للمعلمين للتنافس فيما بينهم وسعيهم لتطوير جودة المادة المقدمة، وأضاف: “نستطيع أن نستثمر في أساليب لا يستطيع معلمو المدارس التقليدية الاستثمار فيها”.
موقع معهد علوم التربية :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق