الأحد، 19 أبريل 2015

الوجه الآخر للنظام التعليمي ‫#‏الياباني‬ The other face of the educational system of Japan


 

 يغطى المنهج الدراسي في االمرحلة لابتدائية: اللغة اليابانية و العلوم الاجتماعية و الرياضيات و العلوم و الموسيقى و الفنون و الحرف اليدوية و التدبير المنزلي و التربية البدنية.
و في هذه المرحلة يتم صرف الكثير من الوقت و الجهد إلى الموسيقى و الفنون الجميلة و التربية البدنية علاوة عل التربية الأخلاقية - التي تعطى مرة واحدة في الأسبوع - حيث دخلت المنهج منذ عام 1959, و لكن هذه الفصول - إلى جانب التأكيد المبكر على الجوانب غير الأكاديمية - كانت جزءاً من نظام التعليم الذي يهدف إلى صنع "الإنسان المتكامل" و الذي يعتبر المهمة الأساسية لنظام التعليم الابتدائي. تعتبر التربية الأخلاقية أيضاً أكثر فاعلية عندما يتم تلقيها عبر الروتين المدرسي و التفاعلات اليومية التي تجري أثناء تنظيف الفصل و في جلسة الغداء المدرسي. منهج المرحلة المتوسطة يتضمن: اللغة اليابانية و الرياضيات و العلوم الاجتماعية و العلوم و اللغة الانجليزية و الموسيقى و الفنون و التربية البدنية و الرحلات الميدانية و النوادي و الاجتماعات الصفية.
وتوجد وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بالثقافة المدرسية و لكن أهمها تتلخص في نظريتين: نظرية الإجماع و نظرية النزاع.
- نظرية الإجماع ترى في الثقافة المدرسية عاملاً مهماً لتعزيز الاستقرار النسبي والإجماع و الطبيعة المنسجمة داخل المجتمع الياباني, و المشاكل الاجتماعية الحضارية تميل إلى أن تواجه بمحاولات خلق بيئات أكثر اهتماماً و رعاية داخل المدارس.
- نظرية النزاع ترى في الثقافة المدرسية تربية – تدجين - للأطفال لقبول الفكر السائد, و تقديم ما تقدمه المدرسة من معرفة و قيم و نظرة للعالم و المجتمع و الحياة إضافة إلى التفاوت و انعدام المساواة الموجودة في المجتمع كمسلمات. هذه النظرية ترى أن المدارس تعترف و تكافئ أنواع معينة من القدرات في الأطفال, و تصنف الأطفال على أساس ما يدعى "الأهلية" إلى مواقع قيادة و تبعية, و بالتالي تبقي و تحفظ التفاوت و اللا مساواة الاجتماعية عبر الأجيال.
نظرية الإجماع تميل إلى أن تطابق النظرة التفسيرية لوزارة التعليم اليابانية بينما نظرية النزاع تمثل نظرة اتحاد المعلمين و المثقفين. النظرة التفاعلية تتبنى النظرة التي ترى أن المشاركين المهمين في عملية التعليم, , أي الطلبة و الأسر, هم من يتفاعلون مع المدرسة بطرق متنوعة و يشكلون تجربة و نتائج التعليم.
ما وراء الحياة الأكاديمية- الثقافة المدرسية
يتعلم الأطفال مبكراً (بدءاً من الحضانة) أهمية الحفاظ على العلاقات التعاونية مع زملائهم, و إتباع الروتين المدرسي, و تقدير الدقة (من السنة الأولى في المدرسة الابتدائية). إدارة الفصول الدراسية تؤكد على مسؤولية و تفويض الطالب من خلال الأعمال اليومية مثل تنظيف الطاولات و فرك أرضية الفصل, كما يتم تشجيع الطلبة على تنمية مشاعر ولاء قوية لمجموعاتهم الاجتماعية: كفصلهم و فرقهم الرياضية و جماعات ما بعد المدرسة كجماعات كرة السلة و كرة القدم. يتم تعلم أدوار القيادة و التبعية و كذلك مهارات تنظيم المجموعة من خلال الأدوار المعطاة في وقت الغداء (kyushoku touban) أو رقابة الصف أو رئاسة الصف و غيرها من المهمات. و على الرغم من أدوار القيادة و التبعية فإن أنشطة الجماعات تدار بطريقة ديموقراطية لحد مثير للعجب, و عادةً ما يفوض الأساتذة الطلبة في السلطة و المسؤولية بينما غالباً ما تعزز أنشطة الجماعات الصغيرة (han) الاهتمام و رعاية العلاقات بين الطلبة.
ثقافة التدريس في اليابان تختلف كثيراً عنها في المدارس في الغرب, فالمعلمون يهتمون بشكل خاص بتطوير الطفل شمولياً و يعتبر من صميم مهمتهم أن يركزوا على أمور كالنظافة الشخصية و التغذية و النوم و التي لا تعتبر عادةً جزءاً من واجبات المعلم في الغرب. الطلاب يتعلمون الأخلاق الحميدة و كيف يتحدثون بأدب و كيف يخاطبون الكبار و كذلك كيف يتعاملون مع زملائهم بالأسلوب الملائم, كما يتعلمون كذلك مهارات الخطابة عبر روتين الاجتماعات الصفية و العديد من الأنشطة المدرسية خلال العام الدراسي.


من أبرز ما يميز الفصول الدراسية في الابتدائية اليابانية الحيوية و الصخب و غياب إشراف المعلم إضافة لفاعلية تفويض الإشراف للطلبة. في هذه المرحلة, حجم الواجبات المنزلية ليس كبيراً جداً حيث تشمل الواجبات اليومية الكانجي و اللغة اليابانية و ورقة أو ورقتين من تمارين الحساب, و قد تنظم أندية و أنشطة بعد المدرسة أو صفوف تقوية من قبل رواد الصفوف أو المدرسة حيث ترى ذلك مناسبا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق