دور الحضانة فى اليابان تعتبر مرحلة تأهيلية للطفل، من عمر ثلاث إلى خمس سنوات، وتبدأ الدراسة السنوية فى الحضانة من اول شهر ابريل حتى آخر شهر مارس من العام التالى، ويبدأ اليوم الدراسى فى الساعة الثامنة صباحا، وينتهى عند الرابعة بعد الظهر، وغالبا لا يغادر المعلمون مقر الحضانة التى يعملون فيها قبل الساعة السابعة مساء.
وتهدف دور الحضانة فى اليابان إلى تهيئة الأطفال لدخول المدرسة ومساعدتهم على النمو العقلى والبدنى السليم، من خلال تنمية قدراتهم على التفكير الإبداعى والسلوك القويم، والقدرة على التعبير عن أنفسهم، وتوفير الأنشطة الملبية لاحتياجات الأطفال فى هذه السن، فضلا عن قيام دور الحضانة بتوفير منظومة بيئية واجتماعية وتربوية وتعليمية وإعلامية وصحية دقيقة ومدروسة للطفل.
قبل إلتحاق الطفل بدور الحضانة يخضع الأب والأم لإجراء مقابلة شخصية من قبل إدارة المدرسة للرد على بعض الأسئلة الخاصة بطفلهم منها :
ما الألوان المفضلة لطفلهم ؟ ما هو المقياس الدورى لمتوسط درجة حرارته؟ كم مرة أصيب بنزلات البرد؟ ما هو متوسط عدد ساعات نومه؟ ما هو نظام الاكل والطعام المفضل؟ هل يميل الطفل إلى الانطوائية أم يفضل أن تكون وسط أطفال آخرين؟ هل يتمتع بأية مواهب خاصة؟ فى أى وقت من عمره نطقت بالكلام؟ ما هى لعبته المفضلة؟..
بل يتحتم على كل أسرة يابانية أن تدون جميع المعلومات الخاصة بالطفل، منذ ولادته، وحتى قرار إرساله إلى الحضانة، وتقوم المؤسسة التعليمية بفحص تلك المعلومات، وتحليلها، بكل جد واهتمام.
كما تلزم الحضانة أسرة الطفل بأن تكتب إليها تقريرا تفصيليا، يوميا، وتسليمه إليها، ليشتمل على جميع الأنشطة والاهتمامات من لحظة عودة الابن أو الأبنة إلى البيت، وحتى صباح اليوم التالى، على أن تقوم دار الحضانة باستكمال باقى تفاصيل نشاط الطفل فى اليوم الدراسى، وليصبح هناك، بالتالى، لدى إدارة المدرسة تقرير كامل عن يوم كل طفل، مسجل فى أوراقها.
وهذه التقارير يجرى تحليلها بكل دقة واهتمام، وبناء على هذا التحليل، يمكن التعرف- بكل سهولة ويسر- على شخصية كل طفل وعلى مواهبه واهتماماته.
وبذلك تعتبر مرحلة الحضانة جزء أساسى فى بناء الشخصية اليابانية، وفى هذا الوقت المبكر من عمر الطفل يجرى الربط والاتصال والتعريف المدروس بين الطفل والبيئة المحيطة مثل: إشارات المرور والإسعاف والمطافئ والمستشفيات والمكتبات والحدائق العامة والمرافق والمؤسسات الثقافية والفنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق