كانت حملة محو الأمية في كوبا مواجهة وطنية واسعة لأمية مزمنة، وقد أعلنت الحملة عام 1961 تحت شعار «عام التربية» وفي خلال ثمانية أشهر استطاعت القيادة تعبئة أكثر من ربع مليون متطوع من الرجال والنساء وتلاميذ وتلميذات المدارس، انطلقوا جميعاً كقوة تعليمية، بعد أن زودتهم الحكومة الجديدة بالكتب والمصابيح الزيتية، للقضاء على الأمية في جميع أنحاء كوبا. وقد كانت الأمية حسب الإحصاءات الرسمية قبل بداية الحملة 23.6%، انخفضت بعد الحملة في نهاية العام المحدد إلى 3%، وهو أقل معدل للأمية في جميع بلدان أمريكا الجنوبية وقد كانت معدلات الأمية بالطبع أكثر ارتفاعاً في المناطق الريفية وبين الفقراء إذ بلغت 41.7% في هذه المناطق.
وقد قامت الحملة وفق مبدأين أساسيين :
فالأول أنه إذا كان هناك أميون بين الشعب، فإنه يوجد هناك أيضاً معلمون. والثاني أن المتعلم الأكثر علما يجب أن يعلم الأقل .
أما عن المحتوى فقد كان الكتاب المقرر بعنوان «سننتصر» وموضوعه أهداف الثورة والمشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المجتمع والأخطار التي يتعرض لها- داخلياً وخارجياً وقد نجحت الحملة في جمع قطاعات كبيرة من الشعب ليتعاونوا جميعاً مع بعضهم- كمعلمين ومتعلمين- في عمل واحد، وصف واحد وهدف واحد. فيتعلمون من بعضهم ويتعرفون على بعضهم وعلى أنفسهم.
لقد كانت الحملة لحظة تاريخية في تاريخ كوبا تجمع فيها هذا العدد الضخم من الكوبيين من كل الطبقات في ريف كوبا وجبالها ليشهدوا ويصنعوا بأنفسهم ميلاد مجتمع جديد.
برامج المتابعة وتعليم الكبار:
بدأت هذه البرامج منذ عام 1962 بعد حملة محو الأمية، لمتابعة ومواصلة تعليم هؤلاء الذين أنهوا برنامج محو الأمية، أو هؤلاء الكبار الذين انقطعوا عن التعليم في الصغر، وقد انخرط في هذه البرامج في أول العام الدراسي ما يقرب من 300.000 دارس، ثم ارتفع هذا العدد إلى 590 ألف.
وقد اتسعت هذه البرامج وتزايدت الأعداد فيها، لأن المشكلات التربوية التي كان يعانيها المجتمع الكوبي، مثل الأمية والتسرب لا يمكن أن تحل مباشرة عن طريق نظام التعليم الرسمي القائم، فحل مثل هذه المشكلات إنما يتطلب أساليب جديدة بديلة تستطيع أن تخرج التربية عن أسوارها التقليدية المعروفة.
وقد تعددت برامج التعليم غير المدرسي، تعدداً كبيراً، لكن أهم هذه البرامج:
- دروس المرحلة الابتدائية للذين أنهوا برنامج محو الأمية بنجاح، حتى يحصلوا على تعليم مواز للصف السادس الابتدائي.
- تعليم مواز للتعليم النظامي لكبار لسن من العمال والفلاحين للحصول على شهادات دراسية، حتى التعليم الجامعي- العالي.
- برامج متنوعة للأسر والجيش، والفلاحين والفنيين في قطاعات العمل المختلفة.
حملة محو الأمية الكوبية لعام 1961 والتى غيرت بشكل كبير من مستويات محو الأمية في البلاد خلال عام واحد من خلال تنظيم أكثر من 1000،000 متطوع - أكثر من نصفهم من النساء - لتعليم الفئات في المناطق الريفية من البلاد. وفي عام 2005، بدأ طاقم الفيلم الوثائقي المعروض جمع شهادات المعلمين والمتعلمين فى كوبا ، واستكشاف كيف أثرت هذه التجربة حياتهم والشعور بالذات، وكذلك مستقبل أمتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق