في عام 1780 تأسست أول روضة أطفال في ألمانيا، وكانت مخصصة لأطفال الأسر المعدمة، وكانت تكتفي فقط بتوفير المأوى والطعام لهؤلاء الأطفال، وفي عام 1840م، تبرع فريدريش فيلهلم أوجست فروبل، بإنشاء أول روضة للأطفال على أسس تربوية، ولم تعد تقتصر على قبول أبناء الفقراء، بل أقبلت العائلات الغنية أيضًا على تسجيل أطفالها فيها، وكانت أعمارهم تتراوح بين عامين إلى 7 أعوام، وكانت كل مجموعة تتكون من 20 - 30 طفلاً، وطالبت الروضة أمهات الأطفال المسجلين في الروضة بالحضور، ومراقبة ما تقوم به المربيات في الروضة، حتى يتعلمن منهن، ويكون هناك اتفاق بين البيت والروضة على أسس مشتركة في التربية.
ثم شهدت حقبة الحكم النازي في الفترة بين الأعوام 1933 - 1945م، اهتمامًا متزايدًا برياض الأطفال، ووصلت نسبة المسجلين فيها إلى 31 في المائة. ونصت الوثائق النازية على ما يلي: «نريد جنسًا قويًا، إنسانًا شديدًا يمكن الاعتماد عليه، أمينًا، مطيعًا، مستقيمًا، ليصبح الولد في المستقبل جنديًا ألمانيًا مميزًا، وتصبح البنت أمًا ألمانية مميزة».و الروضة في ألمانيا مدتها ثلاثة أعوام ويتم تمويلها عن طريق الجمعيات الخيرية والكنائس والبلديات وبعض المنشآت الاقتصادية والاتحادات. ، وهي غير مجانية، مما يحول دون التحاق الكثيرين من أطفال المهاجرين بها، ولذلك يطالب الكثيرون بأن تتحمل خزانة الدولة الألمانية تكاليف الروضة لكل الأطفال، والبالغة 3.6 مليار يورو سنويًا، لأن ذلك سيمنع انتشار البطالة مستقبلاً في صفوف هؤلاء الأطفال، وأمثالهم من أبناء الأسر محدودة الدخل.
ومن ناحية أخرى ، قامت وزيرة الأسرة الألمانية بإنشاء نصف مليون دار حضانة ورياض أطفال بتكلفة بلغت أربعة مليارات يورو بغرض تشجيع المرأة العاملة على الإنجاب في مسعى لتصويب الخلل السكاني في البلاد ، وذلك للتصدي لظاهرة تراجع أعداد المواليد التي تهدد كيان المجتمع الألماني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق