قال تعالى { قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }
الطاقة والمادة صورتان مختلفتان لشيءٍ واحد, فالمادة يمكن أن تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة .
فقد نجح الإنسان في تحويل المادة إلى طاقة وذلك في المفاعلات الذرية التي تولد لنا الكهرباء ، كما نجح أيضا ولو بدرجة ما فى تحويل الطاقة إلى مادة وذلك في معجلات الجسيمات (Particle accelerator)
إن تحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة أمر ممكن علمياً وعملياً فالمادة والطاقة كلاهما وحهين لعملة واحدة ، فإذا تمكن الإنسان في يوم ما من التحويل بين المادة والطاقة بسهولة ، فسوف ينتج عن ذلك تغيرات جذرية بل وثورات ضخمة في نمط الحياة اليومي، وأحد الأسباب أن الطاقة ممكن إرسالها بسرعة الضوء على موجات ميكرونية إلى أي مكان نريده، ثم نعود فنحولها إلى مادة! وبذلك نستطيع أن نرسل أي جهاز أو حتى منزلاً بأكمله إلى أي بقعة نختارها على الأرض أو حتى على القمر أو المريخ في خلال ثوان أو دقائق معدودة.
والصعوبة الأساسية التي يراها الفيزيائيون لتحقيق ذلك تكمن في ترتيب جزئيات أو ذرات المادة في الصورة الأصلية تماماً ، كل ذرة في مكانها الأول الذي شغلته قبل تحويلها إلى طاقة لتقوم بوظيفتها الأصلية. وهناك صعوبة أخرى هامة يعاني منها العلم الآن وهي كفاءة والتقاط الموجات الكهرومغناطيسية الحالية والتي لاتزيد على 60% وذلك لتبدد أكثرها في الهواء.
فالتفسير المنطقي لما قام به الذي عنده علم من الكتاب -سواء أكان إنسي أو جني- حسب علمنا الحالي أنه قام أولاً بتحويل عرش ملكة سبأ إلى نوع من الطاقة ليس من الضروري أن يكون في صورة طاقة حرارية مثل الطاقة التي نحصل عليها من المفاعلات الذرية الحالية ذات الكفاءة المنخفضة, ولكن طاقة تشبه الطاقة الكهربائية أو الضوئية التى يمكن إرسالها بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية.
والخطوة الثانية هي أنه قام بإرسال هذه الطاقة من سبأ إلى ملك سليمان ولأن سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية هي نفس سرعة انتشار الضوء أي 300000 كم - ثانية فزمن وصولها عند سليمان ثلاثة آلاف كيلومتراً..
والخطوة الثالثة والأخيرة أنه حول هذه الطاقة عند وصولها إلى مادة مرة أخرى في نفس الصورة التي كانت عليها أي أن كل جزيء وكل ذرة رجعت إلى مكانها الأول!. إن إنسان القرن العشرين ليعجز عن القيام بما قام به هذا الذي عنده علم من الكتاب منذ أكثر من ألفي عام؛ فمقدرة الإنسان الحالي لا تتعدى محاولة تفسير فهم ماحدث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق