في #الدنمارك، يعد كل من يبلغ الـ18 من عمره مؤهلا للخدمة العسكرية. ولكن في الوقت الحاضر، لا يجري تجنيد إلا بضعة آلاف ويخضعون جميعهم للتقييم، الذي يشتمل على إجراء اختبارات الذكاء. وحتى وقت قريب، كان يستخدم الاختبار نفسه المستخدم منذ حقبة الخمسينات.
وجاءت النتائج مفاجئة؛ إذ خلال تلك الفترة كانت هناك زيادة كبيرة في متوسط ذكاء الشباب الدنماركي، لدرجة أن ما كان يعد متوسطا للذكاء في عقد الخمسينات يعد في الوقت الحالي معدلا منخفضا بما فيه الكفاية لعدم تأهيل وقبول الفرد في الخدمة العسكرية .
جرى تسجيل الظاهرة ذاتها في العديد من الدول الأخرى خلال قرن كامل فكان كل جيل جديد أكثر ذكاء من سلفه .
ففى النمارك سجل معظم الارتفاع السريع في معدل الذكاء، بنحو 3% لكل عقد، في الفترة من الخمسينات إلى الثمانيات. وبلغ المعدل ذروته في عام 1998، ث
وصار ذلك الارتفاع الثابت في درجات اختبارات الذكاء يعرف باسم «تأثير فلين» Flynn effect على اسم جيمس فلين من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا، الذي كان من أوائل العلماء الذين وثّقوا ذلك الاتجاه ، وقد يرجع هذا الارتفاع إلى التغذية السليمة والتعليم الجيد ، علاوة على انتشار المؤثرات الثقافية من وسائل الاتصال والإعلام .
ثم انخفض هذا المعدل بعد ذلك بشكل كبير بنسبة 1.5 % ، ويبدو أن ذلك قائم بالفعل في بعض الدول المتقدمة، بما فيها المملكة المتحدة وأستراليا
والدنمارك والسويد.
وقد حاول ريتشارد لين، من جامعة ألستر في المملكة المتحدة، وهو طبيب نفسي ، حساب معدل التدهور في الإمكانات الجينية باستخدام القيم المطبقة في قياس معدل الذكاء حول العالم في عام 1950 وعام 2000. وجاءت النتيجة: تسجيل لهبوط بأقل من نقطة معدل ذكاء واحدة، حول العالم، في الفترة بين عامي 1950 و2000. وإذا استمر الاتجاه في مساره، فسوف تكون هناك 1.3 نقطة هبوط أخرى بحلول عام 2050. وحتى مع افتراض صحة ما وصل إليه – وهو افتراض كبير – فإن ذلك لا يعد إلا تغييرا طفيفا للغاية عند مقارنته بـ«تأثير فلين».
يفسر مايكل لينس ذلك وهو عالم فى الوراثة التطورية بجامعة إنديانا ، ان البشر يتغيرون سريعا، ولدى كل واحد منا ما بين 50 و100 طفرة جديدة لم تكن واضحة في آبائنا ، ومنها طفرات قد تكون ضارة ، ولذلك لم يستطع معامل فلين رصده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق