فى موريتانيا توجد أعجب المدارس فى العالم، حيث يجلس التلاميذ على قارعة الطريق يقرأون ويحفظون القرآن الكريم والأدب العربى والتاريخ والسيرة والفقه، وهم مازالوا يكتبون على ألواح انتزعوها من الأشجار، ويكتبون عليها بأحبار من الثمار، كانت هذه المدارس منتشرة فى كل شارع.
وأحيانا يكون الطالب فقيرا معدما فيساعده أهل الدشرة “البلدية” بالمال والغذاء، ويتبرع بعض الناس بمنازلهم لينام فيها الطلبة، ولا يطلب صاحب المدرسة وأستاذها أى أجر عن التعليم، وإنما يفعل هذا العمل الجليل لوجه الله الكريم لا يريد ثوابا إلا منه وحده.
أهالى موريتانيا جمدوا كتب أجدادهم داخل حقائب حديدية واستكانوا لحياة الخمول
كان أغلب أهالى موريتانيا يعيشون على هذا المجد العريق الذى يتمثل فى أنهم رسل معرفة إلى الأشقاء من أبناء إفريقيا، وعلى هذا الاعتقاد ينامون ويستيقظون لا يفكر الواحد منهم فى التطوير أو التبديل بل على العكس جمدوا كتب أجدادهم المخطوطة داخل حقائب حديدية مغلقة لا يفتحها أحد، واستكانوا إلى حياة الخمول، واختفى العلماء وانتشر الجهل وشاعت الخرافات وأصبحوا يحيطون رقابهم بالأحجبة لحمايتهم من عين الحسود.
كما أنهم احتقروا الزراعة واتخذوا من البداوة والترحال والرعى أساسا للحياة، ينتقلون مئات الكيلو مترات على ظهور الجمال وراء الماء، ويعيشون فى فراغ هائل تحت خيام، يشربون حليب الناقة، ويرتشفون عشرات الأقداح من الشاى الأخضر، ويعتبرون المرأة قطعة من المتاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق