مسلحا فقط بفأس صغير وأداة حفر يدوي حديدية، ودلوين حمراويين، ينطلق الصغير ريلي شندلر إلى الجبال القريبة من المسيسيبي، الخالية إلا من بعض شجيرات قليلة جافة، لا ليلهو كبقية الصغار في مثل عمره الذي لا يتجاوز السنوات التسع، وإنما لمهمة أخري أجل وأعمق. هذه المهمة التي يري الصغير أنها أحق باهتمامه هي استخراج الحفريات القديمة من تلك المناطق المحيطة به، خاصة حفريات الديناصورات التي يعشقها. الأمر طبعا ليس هينا لكنه مع ذلك يلقي إعجاب الصبي وتشجيع الجميع.
يعرف الصغير أن هذه المناطق كانت في يوم ما جزءا من المحيط الكبير، لذا فقد خصص قدرا كبيرا من جهده العلمي لجمع الحفريات الخاصة بسرطانات البحر والقشريات والمحار المطمورة في هذه المناطق منذ ملايين السنين، ويقوم بتصوير هذا كله وتجميعه داخل حجرته الصغيرة.
لم يكتف الصغير بجهده في البحث فقط، بل فكر في الانتقال لخطوة أبعد بنشر علمه بين الآخرين، ولم يجد أفضل من الإنترنت وسيلة لذلك، ولكي يكون الشرح وافيا ومستوفيا بالصوت والصورة ، قرر أن يكون ذلك من خلال قناة أنشأها خصيصا لنفسه عبر موقع الفيديو الشهير يوتيوب، وأطلق عليها اسم « ريلي عالم الحفريات». ومع ازدياد مهارة الصغير وشهرته، افتتح موقعه الخاص الذي أطلق عليه أيضا اسم «ريلي عالم الحفريات»، وأكد من خلاله أنه بدأ حبه للديناصورات وهو لايزال في الثالثة من عمره، وقرأ كتبا كثيرة عنها، منها موسوعة كاملة للأطفال مخصصة للديناصورات، وشاهد العديد من العروض التعليمية والوثائقية عنها عبر التلفاز، وعبر موقع يوتيوب. وبعد ذلك بنحو شهر حل ضيفا علي العديد من البرامج والأنشطة العلمية وعدد من المحطات الإخبارية. ولأنه أصبح مشهورا طلبت منه بعض المتاحف في الولايات المتحدة أن يلقي محاضرات فيها حول الديناصورات وأنواعها والروايات المختلفة حول انقراضها، ولحقت بها بعض المدارس التي طلبت منه الطلب نفسه.
لدي ريلي الآن صفحة لمعجبيه علي الفيسبوك وحساب علي موقع تويتر، إلي جانب موقعه وقناته الخاصة عبر يوتيوب. ورغم أن أفلامه تحظي بعدد مشاهدات ليس كبيرا، إلا أنه يتوقع أن يزداد مشاهديها مع اكتشافاته القادمة، ومع تصاعد شهرته وقدرته علي تبسيط المعلومة لمن هم في مثل سنه. ويؤكد من حوله أنه سيصبح في يوم ما عالم حفريات متميز، لأنه منذ أن فتح عيناه علي الدنيا ينهل من علم الإنترنت الواسع التي أتاحت له الاطلاع علي معلومات لم يكن في مقدور من هم أكبر منه سنا في العقود السابقة التعرف علي شذرات قليلة منها، كما أنها أتاحت له الفرصة للتعرف برواد هذا العلم ومتابعة أخبارهم، وقربته من القائمين علي أمر المتاحف العلمية والمدارس والمعاهد التعليمية. وشجعته بدرجة أكبر عندما أتاحت له الفرصة ليشرح وجهة نظره رغم صغر سنه ويتلقي الانتقاد والمديح بنفس راضية، تؤهله لتعلم المزيد.
موقع ريلى :
صفحة ريلى على الفيسبوك:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق