بدأ مشروع بنك الطلاب عمله في تايلاند عام 2005، وهو الآن منتشر في 30 مدرسة وعدد الناشطين فيه 12,568 شخصاً.يجري تدريب الشباب، في هذا المشروع، لتمكينهم من إدارة المخاطر المالية من خلال محو الأمية المالية والتثقيف الاجتماعي والاقتصادي، حيث يدير الطلاب المشروع لصالح الطلاب، ويؤدي الطلاب الذين يتولون العمل الأساسي في كل بنك للطلاب مهام مماثلة للأدوار والمسؤوليات التي تنفذ في أي بنك تجاري، كمهام مدير البنك والمحاسب.
اوتعمل المنظمة التي تقف وراء المشروع، وهي شركة بلان انترناشونال، مع السكان الأكثر عرضة للمخاطر ممن يواجهون التمييز على أساس الجنس والعرق كسكان المناطق الجبلية المحرومين من الجنسية والمواطنة التايلاندية والمهاجرين والبحارة والأفراد المصابين بالإيدز.
السياق والمشكلة
يفتقر كثير من الأطفال والأسر في تايلاند إلى المعرفة بشؤون المال ولا قدرة لهم على الوصول إلى البنوك، وفي بعض الحالات يقع أقرب بنك على مسافة 50 كيلومتراً. كما أن التعليم في تايلاند لا يوفر تدريباً على ريادة الأعمال والمهارات الخاصة بأمور المال. ونتيجة لذلك يكون الطلاب أقل قدرة على التكيف مع اقتصاد تايلاند سريع النمو. من هنا تبرز الحاجة إلى تطوير مهارات الشباب في التخطيط المالي ليصبحوا أفراداً قادرين على الاكتفاء الذاتي ضمن المجتمع ويوفروا لأنفسهم فرصة جيدة للتحول إلى بالغين منتجين.
جرى تنفيذ مشروع بنك الطلاب في المدارس في مناطق عديدة من تايلاند، وخصوصاً تلك التي تضم أطفالاً يواجهون المخاطر. وأكثر مصادر الرزق المتوفرة في هذه المناطق هي المتعلقة بالزراعة، كما أن هناك كثير من الأسر منخفضة الدخل وترزح تحت الديون. وتبرر النسبة المرتفعة للديون في المنطقة الحاجة إلى نشاطات تركز على تطوير مهارات وضع الموازنات وضبط الإنفاق والمهارات المالية. وقد أخذ الطلاب يتعلمون طرق الادخار وبدأوا يدركون أيضاً الإمكانات التي يمكن لادخاراتهم ومهاراتهم المالية أن تحققها لهم مستقبلاً.
الحل والأثر
تكون مشروع بنك الطلاب من منصة يطور الطلاب عبرها مهارات مالية منذ سن مبكرة لاكتساب خبرات عملية في العمليات المصرفية والمهام الإدارية وإدارة مشاريع عملهم الخاصة بهم ، والمشروع ممارسةٌ تعليمية مبتكرة لأنه يتضمن منصة مصرفية على الإنترنت يتمكن فيها الطلاب من تتبع مدخراتهم وسحوباتهم وإيداعاتهم المالية. وهو يهدف إلى تشجيع الادخار والانضباط المالي والتخطيط، ويعلم الطلاب كيفية تشغيل بنك صغير. كما يوفر تدريباً على ريادة الأعمال وإنشاء المشاريع الصغيرة، ويجمع بين الإطار النظري للتدريب المالي والخبرة العملية في الادخار، ما يمكّن الطلاب من فهم وممارسة ما تعلموه على أرض الواقع.
ومن ناحية الأثر، جرى تنفيذ المشروع في 30 مدرسة تضم 12,568 عضواً فاعلاً. ويبلغ مجموع مدخرات الطلاب في هذه المدارس 182,838 دولاراً أميركياً. ونتيجة لذلك، تقلصت ديون الوالدين بمقدار 14 بالمئة نظراً لاستجابة 72 بالمئة من الطلاب بمشاركة الأبوين والمساعدة على تسديد الفواتير والنفقات، إضافة إلى ادخار الطلاب تحسباً للظروف الطارئة والكتب المدرسية واللوازم والرسوم المدرسية في المستقبل، ولمساعدة أبويهم بالنفقات.
التطور المستقبلى
يغطي نموذج بنك بلان الطلابي في السنوات الخمس المقبلة جميع مناطق تايلاند. والهدف الأساسي هو فتح مليون حساب للطلاب في 3,500 مدرسة. كما تقوم "بلان" بإجراء نقاشات مع شركات الاتصالات لتوسيع المشروع ليصبح منصة مصرفية متحركة. وسيتيح لها ذلك الوصول إلى مزيد من شباب مناطق القبائل الجبلية ممن ليسوا في المدارس ولكنْ لديهم موارد يدخرونها من خلال الخدمات المصرفية المتنقلة. ويقدم شركاء "بلان" النصائح للمشروع في كل مراحل هذه العملية، كما ستشرك بلان المزيد من البنوك التجارية لدعم المشروع عن طريق إنشاء مزيد من منصات الإنترنت المصرفية وجعلها أكثر ملاءمة لادخار الطلاب في المدارس.
وستنفذ "بلان" ما ذُكر أعلاه بالاستعانة بعلاقاتها القوية مع شركات سيتي بنك وَ برودينشال. كذلك أقامت "بلان" علاقات طيبة مع وزارة التربية والتعليم بسبب النهج الذي يركز على المجتمع وجهودها للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً. وستساعدها هذه العلاقات على توسيع هذا المشروع وتنفيذه في مدارس أخرى. كما ستتابع إنشاء علاقات مع البنوك المحلية مثل بنك الادخار الحكومي وَ أيودهايا وَ كاسيكورن، وزيادة مشاركة القطاع الخاص والوزارات إضافة إلى صناعة الاتصالات في العمليات المصرفية المتنقلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق