العظماء في جميع الأمم وفي جميع العصور .. يدخل فيهم القديسون كما يدخل فيهم الحكماء ، ويدخل فيهم العلماء كما يدخل فيهم رجال الفنون والمخترعون ، ويدخل فيهم القادة العسكريون والسياسيون ، وهنا يبرز سؤال هام عن العوامل المشتركة بين هؤلاء العباقرة.
استطاع جاردنز من خلال نتائج ابحاثه حول الذكاءات المتعددة بلورتها فى ثلاث عوامل أساسية هى :
1- التفكير التوليدى أى القدرة على تكوين أطر جديدة من خلال التجربة والخطأ ، فالمبدع لا يفكر بشكل روتيني أو تكراري من خلال استعادته لخبرات سابقة في مشكلات مماثلة ولا يميل للأخذ بالمسلمات، ويبتكر الحلول غير المتوقعة أو التقليدية للمشكلات، ويبحث عن أكثر من بديل للحل . فالعباقرة لديهم العديد من البدائل والتصورات والأفكار الحدسية. فعلى سبيل المثال تكمن أحد أسرار عبقرية شكسبير في امتلاكه لمخزون ضخم من الحصيلة اللغوية والكلمات ، فقد بلغت الكلمات المستخدمة في مؤلفاته ما يزيد عن 25 ألف كلمة مختلفة، ونجده من أكثر الكتاب غزارة واستخداماً، علاوة على امتلاكه القدرة على توظيف الكلمة في مكانها الصحيح واللعب بمعانيها، وإدخاله لكلمات وتركيبات وجمل لغوية غير مألوفة، وإحساسه العالي مع حرفية الكتابة بحيث تمس مشاعر القارئ وأحاسيسه
.
2- الإقتداء أى وجود قدوة يحاكيها فى سلوكياتها وأفعالها باعتبارها نموذج حى يجسد قوانيين وآليات العبقرية والاستفادة من خبراتها ومهاراتها وأساليب تفكيرها المتفردة .ويبلور هذا المفهوم اليوم علم البرمجة اللغوية العصبية والذى يعرف بأنه فن وعلم الوصول بالإنسان لدرجة التميز البشري بما يمكنه من تحقيق أهدافه بجدارة ، وذلك من خلال نقل خبرات وتجارب النماذج السلوكية التى تمتلك إنجازات متفردة (القدوة) ، وتدريبهم عليها أى ( المحاكاة العملية) ، على أساس أن سلوك الإنسان بكامله له بنية قابلة للتحديد عمليا.وبذلك يعتبر هذا العلم تقنية للإبداع وأداة للتغيير ، فأدوات النمذجه في علم البرمجة العصبية تسمح لنا بتحديد قدرات معينه أو استثنائية ونمذجتها أو استنساخها في لغة وسلوك قدوه فعاله .أو بمعنى آخر فك التشفير تميز البشري ونقله ، أي كيف نكتشف أسرار التميز عند الناجحين الذين أضافوا بصمة في هذه الحياة وكيف ننقلها ونغرسها في للآخرين وفق منهج علمي محدد وهي عملية التقاط و ترميز وتكرير ونقل المهارات والإمكانات الإنسانية ، بتفكيك الأداء إلى أجزاء متناهية فى الصغر ودراسة العمليات الداخلية مثل التفكير والشعور، إلى جانب السلوك الخارجى وذلك لمساعدة الآخرين على اكتسابها.هنا يجب التفريق بين النمذجة وعمليات التعليم التقليدية لأن كلاهما يزعم نقل المهارات والإمكانات .والفرق يكمن في نوعية الإمكانات والمهارات المنقولة ففي التعلم التقليدي المهارة تأتي من النظرية والخبرة . بينما في النمذجة المهارة والإمكانات تأتي من فك ترميز التمكن غير الواعي للشخص صاحب المهارة والإمكانية
3- وجود تناقضات كبيرة في المواقف أو الأفعال التي تحدث وتستفز عقول هؤلاء العباقرة لفك طلاسمها وتناقضتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق