تتمتع المدونات بدرجة عالية من الاستقلالية وذلك لقدرتها على اختيار وانتقاء
المعلومات وفق معايير مدونيها المتفردة ونشرها لقطاع واسع من الجمهور ، وهنا تكمن أحد مواطن قوتها دون وسائل الإعلام الأخرى .
هذا التأثير المحتمل جعل وسائل الإعلام تحاول استقصاء هذه الظاهرة ، وقد يكون ذلك السبب فى التعامل مع التدوين كصحافة .
قد لايفكر المدونون من منطلق التحكم والتأثير كما هو الحال فى الإعلام التجارى الذى يسعى لاستقطاب أكبر عدد من المتلقين ، للترويج لإعلاناتهم وتحقيق أكبر قدر من المكاسب ، والتى تعتمد بدورها على حجم الجمهور .
ولكن إذا كان للصحفيين أجندتهم الخاصة التى يعملون على تنفيذها وفق قواعد و قوانيين أخلاقية تحدد مسئولياتهم وسلوكياتهم لضمان النزاهة والشفافية والموضوعية .
لكن المدونات التي ينشئها غير المحترفين ليس لها مثل هذه الضوابط، ويبدي المدونون معظم الوقت فخرهم بوضعهم كاهواة ، ويبدو شعار: "لا نحتاج لمن يدقق الحقائق ورائنا" هو التوجه السائد لهم كما لو كانت عدم الدقة فضيلة.
ولكن أعظم نقاط القوة للمدونة - كونها صوت حر بلا رقابة ولا تدخل من أحد- هي أيضا أكبر نقاط ضعفها. فقد تكون مصادر الأخبار في آخر الأمر مدينة لعوائد الإعلانات وقد يمتلك الصحفيون الحافز القوي للحفاظ على علاقات طيبة مع مصادرهم للبقاء في المجال، ولكن لأن مؤسسات الأخبار المحترفة هي تجارة لديها مرتبات لتدفعها، ومعلنين ومتلقين تسعى لجذبهم والاحتفاظ بهم، فبالتالي لديها مصلحة ذاتية لدعم معايير معينة كي يواصل القراء تسديد اشتراكاتهم والمعلنون اعلاناتهم ، أما المدونات فبتكلفتها البسيطة وأملها القليل في دخل مادي جيد لا تمتلك هذا النوع من الحوافز.
فغياب الرقابة والحرية المتاحة - قد تؤثر على نزاهتها وبالتالي على قيمتها. فهناك مؤشرات عديدة على أن المدونات سوف تكتسب تأثيراًً هائلاً بازدياد أعدادها وذيوع الوعي بنوعها. ولكن ليس صحيح ما يؤكده بعض الناس من أن الشبكة سوف تتجنب المعلومات المغلوطة أو أن الحقيقة تـُنـَقـّى دائما لنشر الوعى. الإشاعات تنتشر لأن نشرها مسل. أما الحقائق ، فنادراً ما تحصل على الكثير من الاهتمام سواء فى العالم الحقيقي أو على الإنترنت.
لم يتم الحديث تقريباً عن الأخلاقيات في عالم المدونات ، ولكن تقترح الكاتبة ست قواعد تعتقد أنها تكوّن الأساس للسلوك الأخلاقي لكل أنواع النشر على الإنترنت ، وبمرور الوقت وازدياد الخبرة قد يرى المجتمع الحاجة للإضافة لهذه القواعد أو مزيد من التقنين لها .
بحيث يمكن الإشارة إلى المدونات (أو تدوينات المدونة) كمصدر موثوق به، وخاصة إذا أظهرت المدونات عامة نزاهة في جمع ونشر المعلومات .
أي مدون يتوقع أن يُمنح مميزات وحماية مهنة الصحافة ، فالحقوق لها مسئوليات مرتبطة بها؛ في النهاية فإن مدى احتراف الفرد ودقة إتباعه للمعايير الأخلاقية المعترف بها هو الذي سيحدد وضعه في عين المجتمع.
ومن أهم هذه القواعد:
1. أنشر كحقيقة فقط ما تعتقد أنه حقيقي
إذا كان قولك مجرد تخمين ، أفصح عن ذلك. إذا كان لديك سبب لتعتقد أن شيئاًً ما غير حقيقي ،إما ألا تنشره أو سجل تحفظاتك عليه. عندما تؤكد على شيء افعل ذلك بحسن ظن ،أذكر ذلك كحقيقة فقط إذا كانت بحسب علمك
حقيقة فعلاً.
2-إذا كانت المادة موجودة، ضع رابط لها عندما تشير إليها
ربط مادة مشار إليها تسمح للقراء الحكم بأنفسهم على دقة وبصيرة ما تقول. إن الإشارة إلى مواد لكن وضع روابط فقط لما تتفق معه يعتبر خداع. القراء على الإنترنت يستحقون، بقدر الإمكان، النفاذ لكل الحقائق. استخدام الإنترنت بهذه الطريقة يمكن القراء من أن يصبحوا نشطين غير سلبيين، مستهلكين للمعلومات. الأكثر من ذلك فإن ربط المصادر هو أكثر الطرق التي نخلق بها شبكة معلومات ومعرفة رحبة جديدة ومشتركة.
3. صحح علانية أي معلومات خاطئة
إذا وجدت أنك قد وضعت رابط لقصة غير حقيقية، أشِرْ إلى ذلك وضَعْ رابط لتقرير أكثر دقة، إذا ثبت أن أحد أقوالك غير دقيقة، أشر إلى كلاًً من الحقيقة وقولك غير الصحيح. في أفضل الأحوال ستظهر هذه التصويبات في أحدث نسخة من التدوينة كملحوظة مضافة للتدوينة الأصلية. (تذكر أن محركات البحث ستنتج التدوينات بغض النظر عن وقت نشرها؛ بمجرد وجود التدوينة في أرشيفك فإنها قد تستمر في نشر التدوينة غير الحقيقية حتى ولو صححت المعلومات بعدها بأيام). إذا لم تكن مستعداً لإضافة تصحيح لتدوينة سابقة، على الأقل أشر إلى ذلك فى تدوينة لاحقة.
4. أكتب كل تدوينة كأنك لن تتمكن من تغييرها؛ أضف لكن لا تحذف أو تعيد كتابة أى تدوينة.
أنشر بتأن. لو استثمرت الوقت والجهد في كل تدوينة ستؤكد على نزاهتك المهنية والشخصية.
تغيير أو مسح التدوينات يدمر نزاهتها ، فأي شخص يعلق على أو يقتبس نص من الويب يعتمد على أن يظل النص دون تغيير.
الإضافة الظاهرة هى الطريقة المفضلة لتصحيح أي معلومات في أي مكان على الإنترنت. إذا كان الملحق غير عملي، كما فى حالة مقالة تحتوي على كم هائل من المغالطات، فالتغييرات يجب أن تـُسجّل مع التاريخ ووصف مختصر لطبيعة التغيير.
لا تنشر أبداً أي شيء أنت غير مستعد للدفاع عنه ، أعمَل ببصيرة ودقة، مهما كنت غاضب أو متحمس لموضوع معين. إذا غيرت رأيك بعد يوم أو اثنين سجل هذا التغير. إذا احتجت لأن تعتذر عن شيء قلته فأعتذر.
إذا اكتشفت أنك نشرت معلومات خاطئة، يجب أن تسجل ذلك علانية في
مدونتك ، لأن مسح التدوينة المسيئة لن يصحح المعلومات الخاطئة التي أستوعبها قرائك.
5. اكشف عن أي تعارض فى المصالح
معظم المدونون واضحون فيما يختص بوظائفهم واهتمامتهم المهنية. فخبرة مبرمجة الكمبيوتر هي ما تعطي تعليقاتها ثقلاً خاص عندما تحلل مقال في مجلة عن ميزات أحدث نظم التشغيل. طالما أن جماهيرية المدونة مبنية على الثقة ؛ لو كنت ستستفيد مباشرة من ناتج أي حدث، يجب أن تسجل ذلك فى ملاحظاتها. والمدونة المعجبة بمنتج أو خدمة ما يجب أن تسجل أنها تحمل أسهم في الشركة كل مرة تؤيد الخدمة على صفحتها.
6. سجل المصادر المنحازة والمثيرة للشكوك
عندما يصدر مقال مهم عن مصدر متعصب أو مثير للشكوك فمن مسئولية المدون أن يسجل بوضوح طبيعة الموقع الذي وجد المقال فيه.
يجد المدونون من الحين للحين مقالات مثيرة للاهتمام ومكتوبة بعناية في مواقع تدار بواسطة منظمات متعصبة أو أشخاص متطرفون.
من المعقول أن تتوقع أن الباحثين المحترفين لديهم المعرفة والحافز لتقييم طبيعة هذه المصادر لكن ليس من المعقول أن تتوقع أن كل القراء يفعلون ذلك. يعتمد القراء على المدونين لإرشادهم في تصفح الإنترنت.
لا بأس من أن تقدم مقال من مصدر مهوس قليلاً أو مصدر لديه أجندته
الخاصة؛ لكن عدم الإقرار بطبيعة المصدر شيء غير أخلاقى طالما
أن القراء ليس لديهم المعلومات الكافية لتقييم ميزات المقال بالكامل.
أصل المقال كاملا بالإنجليزية:
This is the Arabic translation of " Weblog Ethics" by Rebecca Blood *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق