اهتم محمد علي بالتعليم بكل درجاته، و لكنه بدأ أولاً بتأسيس المدارس العليا و إيفاد البعثات لها لكي يقوم المتخرجون من هذه المدارس بمسئولية التعليم في المراحل الدراسية الأدني.
خلال المدة من عامي 1813 م و 1847 م أوفد محمد علي بعثات لإيطاليا و فرنسا و انجلترا للتعليم و اكتساب الخبرات اللازمة، و كانت البعثات في أول الأمر لدراسة الفنون العسكرية و بناء السفن و الملاحة و تعلم الهندسة و الميكانيكا و أصول الري و الصرف. ، ثم أرسلت البعثات فيما بعد لدراسة القانون و السياسة من طلاب الأزهر إلي النمسا و انجلترا.
و كان رفاعة رافع الطهطاوي الذي أوفده محمد علي إماماً لطلاب أول بعثة إلي فرنسا عام 1826 م قد أفاد كثيراً من الثقافة الإنسانية في فرنسا، حيث ساعدته الظروف بعد تعلم اللغة الفرنسية علي التعرف علي الواقع الإجتماعي و الثقافي و السياسي الفرنسي، فاقترح علي محمد علي تأسيس مدرسة الألسن عام 1836 م لتدريس اللغات الأوربية و الترجمة. و كان لتلك المدرسة الفضل الكبير في نقل كثير من معارف الغرب إلي مصر.
خلال المدة من 1816 م إلي 1839 م أقام محمد علي المدارس التي تخدم أهداف التنمية الاقتصادية و العسكرية مثل مدرسة المهندسخانة و الطب و الولادة و الصيدلة، و مدارس لتعليم أصول المحاسبة و الفنون و الصنايع و الزراعة و البيطرة. و كان يلتحق بهذه المدارس تلاميذ الأزهر و الكتاتيب في البداية من الذين حصلوا علي قسط معقول من التعليم، ثم أصبحت المدراس عامة و مدنية الطابع ، و لقد أوجد هذا النوع من التعليم ثقافة مدنية تختلف عن الثقافة الدينية التي كانت طابع التعليم الديني السائد آنذاك.
و لما تعددت المدارس و اتسع نطاقها، أنشأ محمد علي إدارة خاصة لها سميت ديوان المدارس سنة 1837 م، فكانت أول وزارة للتعليم.
كما أُنشئت في عهد محمد علي مطبعة بولاق كأول مطبعة كبري في العالم العربي لتنقل المعارف العربية و الغربية، و لكن سرعان ما أخذت تلك المطبعة في طبع أمهات الكتب الإسلامية في حركة إحياء للتراث العربي و الإسلامي. و كانت تلك المطبوعات تخرج من مصر و توزع في جميع أقطار العالم العربي.
للمزيد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق