إن التحدي الحقيقي المتواصل، الذي تواجهه الصحافة المطبوعة في العصر الرقمي، هو التغييرات الجذرية في عادات القراءة وأذواق الأجيال الجديدة، التي تتوجه بقوة صوب الصحافة الالكترونية، حيث ان الكثير من القراء، تحولوا إلى استخدام شبكة الإنترنت لمتابعة الأخبار اليومية ومعرفة أحدث المعلومات من مصادر متعددة، وخاصة من مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات.
علاوة على أن معظم القراء من الفئة الشبابية، لا يهتمون كثيراً بالمقالات الجادة والتقارير المطولة ولا بتفاصيل الأخبار، بل يلقون نظرة عابرة على العناوين في الصفحة الأولى. وهذه حقيقة ادركها فتى انجليزي في السابعة عشرة من العمر يدعي نك دي اليوزي، الذي وضع برنامجاً لتلخيص الأخبار وتحول إلى مليونير في فترة وجيزة.
التطبيق الجديد يقوم بتحليل الخبر ومن ثم تحويله إلى نص مكون من 400 حرف، بحيث يحصل المستخدم على الخلاصة المفيدة من الخبر. وحسب قناة بي بي سي يشير نك إلى أنه وجد أن قراءة التقارير الإخبارية المطولة على شاشة الهاتف الذكي الصغيرة أمر غير مريح، من هنا قام ببرمجة هذا التطبيق.
ويبلغ عدد قراء الصحف الورقية في العالم حالياً نحو 1.7 مليار شخص. ولكن في مقابل هؤلاء فإن هناك حوالي 2.5 مليار من البشر يتعاملون مع الإنترنت وصحافته الالكترونية، التي تكتسب مزيدا من الجمهور القاري بمضي الزمن.
وقد توصلت نتائج إحدى الدراسات إلى أن اعتماد النخبة المصرية على المواقع الإلكترونية للصحف المطبوعة فى الحصول على المعلومات ، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها الفورية فى نقل المعلومات عن الأحداث المختلفة، وتميزها بسرعة تحديث وتعديل وتجديد الخبر وتوفير الوقت والجهد والمال لمتابعتها
وتوفر وسائل لإبداء الرأي وتوفر أساليب للتفاعل مع النص سواء بالانتقال إلى موضوعات أخرى مرتبطة به أو باستخدام الوسائط المتعددة التي تدعم الخبر وتزيد من مصداقيته مثل الفيديوهات، التي تنقل القارئ مباشرة إلى موقع الحدث بالصوت والصورة أى السبق الصحفى.
ولعل ابلغ دليل على قدرة الصحافة الالكترونية على نشر الأخبار بشكل فوري وعلي أوسع نطاق إلى جميع أنحاء العالم، هو ان الرئيس الأميركي باراك أوباما اختار موقع "تويتر" ليشكر مؤيديه بعد فوزه بولاية ثانية ليكون أول رئيس أميركي يعلن فوزه في تاريخ سباق رئاسة الولايات المتحدة عبر موقع للتواصل الاجتماعي.
بل أن الصحافة الورقية ستنتهي من أمريكا بحلول عام 2017 بل أن صحيفة "وول ستريت جورنال" تحولت من يومية لأسبوعية ثم لصحيفة يومية على
الإنترنت رغم أنها عريقة وصدرت منذ 100 سنة ، وأعلنت أمريكا عن إفلاس العديد من الصحف وإغلاقها .
وتتراجع الصحف الورقية عالميا لسبيين الأول بيئي مرتبط بالورق والثاني صحي فأحبار الطباعة بها نسبة عالية من الرصاص وهي خطر على صحة الإنسان .
تابع آلاف من الصحف الإلكترونية العالمية على الأنترنت مباشرة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق