من بين جميع الأدوات الجميلة في الخيال العلمي هي “العصا الماحية للذاكرة” التي يقوم كل من الممثلين ويل سميث وتومي لي جونز باستخدامها في فيلم ” Men in Black ”
اليوم مثل هذا الجهاز أصبح قريبًا من ظهوره إلى الحقيقة.
باحثون من جامعة كاليفورنيا تمكّنوا من محي ذكريات محددة من أدمغة فئران باستخدام أشعّة الضوء!
من المعروف لدى علماء الأعصاب بأن استرجاع الذاكرة يتضمن جزئين من الدماغ، قشرة الدماغ والحصين. يقول براين ويلتيجن Brian Wiltgen أحد الباحثين الرئيسين في هذه الدراسة بأن النظرية تقول بأن التعلّم يستلزم تجهيزًا من القشرة المخية، والحصين يستنسخ هذا النمط من النشاط خلال استراجعها، مما يسمح لإعادة الذاكرة وتجربة الحدث.
ويلتيجن وزملاءه استخدموا الفئران المعدّلة وراثيًا “والتي تتوهج خلاياها باللون الأخضر عن تفعيلها” لاختبار النظرية التي تقول بأنّ خلايا عصبية محددة في الدماغ يمكن إيقافها عن طريق الضوء.
تم تدريب الفئران من خلال تلقيهم لصدمة كهربائية خفيفة عند وضعهم في القفص، بعد ذلك؛ في كل مرّة يوضعون فيها داخل القفص يتجمدون من الخوف، عوضًا عن التجول في أنحاء القفص كما كانوا يقومون سابقًا.
ثم قام الباحثون بإغلاق ذكريات الفئران التي تُذكرّهم بالصعق باستخدام أشعة الضوء داخل أدمغتهم وذلك من خلال كابل الألياف البصرية.
حيث أنه وبفضل تعديل الفئران وراثيًا، استطاع الباحثون بشكل دقيق عزل الخلايا المسؤولة عن تلك الذكريات وتوجيه الضوء إلى تلك الخلايا فقط دون تعطيل الخلايا الأخرى في الحصين.
عندما وُضعت الفئرات مرة أخرى في القفص، لم يُصابوا بالخوف كالمُعتاد، لأنه على ما يبدو لم يعد لديهم ذكريات عن صعقهم كالسابق.
بالتأكيد هذه التجربة لم يتم تطبيقها على البشر، والآن يحتاج الضوء على أن يكون باتصال مباشر مع الدماغ عن طريق كابل، بدلا من وميض ضوء يتم التعرف عليه من قبل العين ثم يتحول إلى شيء يمكن للدماغ أن يستوعبه.
ولكنها خطوة أقرب لجعل الخيال العلمي علمًا واقعيًا، وهي فكرة إما أن تكون رائعة أو مخيفة لدرجة لا يمكن التفكير فيها.
للمزيد:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق