للصحافة دور هام فى تمكين الأفراد من الإلمام بالقضايا والمفاهيم الاقتصادية ومساعدتهم على إتخاذ القرارات الاقتصادية السليمة ، وفهم كيفية تأثير القرارات الاقتصادية على المجتمع ، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لهم للمشاركة فى وضع رؤية مشتركة للمستقبل الاقتصادى لمجتمعاتهم .
ولذلك فإن أي نقد يوجه للصحافة فى هذا الإطار يجب أن يأخذ في الاعتبار طريقة تفاعل الصحافة مع ثلاثة مصادر رئيسية تستقي منها المعلومات، ألا وهي:
الحكومة ورجال الاقتصاد ودوائر الأعمال، وقد قامت صحيفة "الصحافة والاقتصاد" التي يحررها ريتشارد باركر أحد كبار المسؤولين بمركز شورنشتاين للصحافة والسياسة والسياسات العامة بكلية كندي لدراسة أساليب الحكم – بتحليل الطريقة التي صاغت بها المناقشات العامة القضايا الاقتصادية في الصحافة الأمريكية.
و خلصت نتائج الدراسة إلى أن طريقة عرض القضايا الاقتصادية في الصحف لا يشجع المواطن العادي على قراءتها، وهي لا تخاطب بهذه الطريقة سوى مستوى معين من القراء من المتخصصين في دوائر المال والأعمال.
ولعل هذه الفجوة تفسر عدم فهم العامة لما يجري على الساحة الاقتصادية في البلاد، وكما ذكر باركر" حين يفهم المواطنون من خلال الصحافة أهمية التركيز على بعض المفاهيم الاقتصادية مثل الإنتاجية والناتج القومي الإجمالي ومعدل المدخرات والاستثمارات وحجم العجز والمنافسة العالمية يصبح عدم التيقن سمة أساسية" ، أضف إلى ذلك انقسام الآراء وتضاربها داخل مجتمع الخبراء حول بعض القضايا الاقتصادية الهامة كالعولمة وتبسيط الإجراءات واللوائح مما يسهم في بلبلة الناس العاديين ، ويؤدي إلى زعزعة ثقتهم في خبراء الاقتصاد والصحفيين.
وأصبح من الضروري للصحافة أن تتبنى منهجاً متعدد الاتجاهات والقطاعات في تغطيتها للأنباء حتى تقدم تقارير ومعلومات أكثر ملائمة للمواطنين ولاهتماماتهم.
ومن هنا يجب أن نركز على دور التعليم فى رفع مستوى الوعي المالى والاقتصادى لدى الأفراد، وإن تطلب ذلك سن الأنظمة والتشريعات في هذا المجال.
وذلك من خلال تنمية قدراتهم على فهم المخاطر والفرص المالية وتقديرها بحيث يعرف يتمكن الأفراد من التعرف على الفرص المتاحة أمامهم ،واتخاذ خطوات فعالة للارتقاء بأوضاعهم المالية.
للمزيد :
مصادر لتنمية الوعى الاقتصادى:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق