أن الإنسان بطبعه محب للظهور، ويحب أن يكون محور حديث الآخرين من حوله، وهذه الحالة تندرج تحت ما يعرف بالاضطراب ثنائي القطبية، وهو الذي يتكون ويتالف عادة من عدة أنواع، أخطرها النوع الاول والمعروف علميا باسم “الاضطراب الهوسي الاكتئابي” او ثنائي القطبية ويتميز بتأرجح قوي بين محورين من الهوس والاكتئاب، وهو ما يؤثر سلبياً على النشاطات اليومية الطبيعية للفرد، ويحطم العلاقات الاجتماعية ويؤدي إلى أداء سيئ في العمل أو الدراسة.
و يشمل هذا الطور الهوسي ثنائي القطبية الأول ، النشوة المفاجئة أو الغضب الشديد، مع نشاط مفرط وقلة الحاجة للنوم وصدور تصرفات متهورة وارتفاع التقدير الذاتي، أو تسارع الأفكار ، والتوتر والشعور بالأرق ، وهذه الحالة تشبه مرض الاكتئاب.
ويعتقد بعض خبراء علم النفس أن عدة عوامل تتضمن عوامل حيوية وجينية وبيئية ربما تكون المسئولة عن المرض بالهوس بالشهرة .
وتشير الأبحاث إلى أن الذين يعانون من ثنائي القطبية ربما لديهم اختلال في بعض المواقع الكيميائية المهمة في الدماغ وتسمي النواقل العصبية، مثل (النورابينبفرين، والسيروتونين، والدوبامين، وكل واحد منهم يلعب دورا مهما في المزاج والمشاعر الانسانية)، وقد يكون نصف المرضي لديهم فرد في العائلة يعاني من اختلال المزاج، كما أن وجود المرض في أحد الوالدين ربما يرفع نسبة خطر الاصابة بـ 15 الى 25%، ووجود توأم متطابق يعاني من المرض ربما يرفع خطر الإصابة إلى 85% .
دونا دوكويل الطبيبة النفسية مؤلفة كتاب "علم نفس الشهرة" التي تعمل بهيئة التدريس المشارك في مدرسة ميتشغان لعلم النفس المهني تقدم عبر مدونتها على الانترنت عدة حالات من دون ذكر أسمائهم لمشاهير أشرفت على علاجهم، أو إعادة تأهيلهم في مصحات عالمية، وتقدم نصائحها فيما يتعلق بطرق السيطرة على النفس، وكيفية التعامل مع التغيرات النفسية والاجتماعية ما بعد الشهرة التي ربما تصيب البعض "بلوثة" خاصة إذا واتت الشهرة صغاراً بالسن (مثل ماكولاي كالكن، جاستن بيبر، ومايلي سايروس) . كتبت دوكويل في مدونتها "الشهرة تغير حياة أصحابها إلى الأبد خاصة إذا حدثت بين عشية وضحاها، لذا يلجأ البعض إلى تعاطي المخدرات التي تعبر عن مرحلة عدم الثقة، والعزلة، وانعدام الخصوصية، معتقدين أن الإفراط في تناول الكحول والمخدرات من شأنه إبقاؤهم على "فرط الحركة" التي يبحثون عنها" .
أطلقت دوكويل على الفنانين المحاصرين بأضواء الشهرة ألقاباً مثل: "شخصيات الطين"، "حيوانات في أقفاص للعرض"، "ألعاب في نوافذ المتاجر" و"أشخاص يعيشون في أحواض الأسماك"، أو "دمى باربي"، وجميعهم يحتاجون إلى تأهيل يمكنهم من الحصول على الالتزام اللازم لمواكبة الشهرة التي تكون فقدان الخصوصية أول ضرائبها الباهظة . اقتبست دوكويل من كتابها "علم نفس الشهرة" عبارات كتبتها على المدونة أهمها "الحياة بها الكثير مما هو أهم من جمع الثروات، هناك قيم و أصالة يجب الدفاع عنها، الاهتمام بالأعمال الاجتماعية، استمرار التواصل مع الآخرين الناجحين كلها عوامل تساعد على تحقيق التوازن المفقود في عالم النجومية"
http://www.psychologytoday.com/blog/in-excess/201403/why-we-seek-the-high-stardom
http://www2.psych.ubc.ca/~schaller/Schaller1997Fame.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق