الجمعة، 22 أغسطس 2014

ثورة 25 بناير من منظور ثقافى Cultural perspective to the 25 January revolution


 كان الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ محمد  حسنين هيكل قدأثار تساؤلات ثقافية بالغة الأهمية حول قضيةالثورة ، فيما ميز بين "الثورة"و"حالة الثورة"، ليقدم هذا إسهاما عميقا في جدل مستمر ومتصاعد بين مثقفين كبار حول حقيقة ما جرى ويجري في مصر منذ 25 يناير 2011.
وجاء هذا الإسهام فيما تثير اللحظة المصرية الراهنة تساؤلات ثقافية متعددة حول مسارات ومآلات الثورات في العالم جنبا الى جنب مع هموم الوطن وضرورات المستقبل، وقال محمد حسنين هيكل: "وجهة نظري مركبة بعض الشيء ولعلي اتمكن من شرحها, لعلك لاحظت منذ 25 يناير 2011 انني اقتصدت فيما كتبته او تحدثت به في استعمال كلمة الثورة وآثرت ان استعمل حالة ثورة".
وشرح الأستاذ محمد حسنين هيكل تصوره "لحالة الثورة" والفارق بينها وبين "الثورة" من منظور ثقافي قائلاً:
المسألة ذاتها جرت بنفس مستجدات العصور في الأدب والفن كما في قضايا السياسة وضمنها قضية الثورة.. نهايات تظل عالقة لبعض الوقت واعمال ادبيةوفنية بغير نهايات تقليدية تترك الدوائر مفتوحةولا تقفل الدائرة عليها.وهذه تعبر عن الثورة كحالة ، لأن الثورة دورة كاملة لها بداية وذروة .ومضى هيكل في هذه الاستعارات الثقافية الدالة معيدا للأذهان مسرحية "في انتظار جودو" لصمويل بيكيت وكيف انها بلا بداية ولا ذروة او نهاية "فهي ليست مسرحية ، ولا قصة على النحو الذي كنا نعرفه من فلوبير الى تشيكوف ومن هيكل باشا الى نجيب محفوظ".
فعند هؤلاء جميعا - كما يقول هيكل - كانت القصة خطًا متصلًا وسياقاً له بداية وله ذروة او عقدة او حبكة وله نهاية او خاتمة او لحظة نزول ستار، والآن اختلف الوضع فيما استشهد بمسرحيتين شاهدهما في الموسم المسرحي الأخير بلندن هما مسرحية :  "الملكة" ، ومسرحية "تشيميركا" وتعبران معا عن المتغيرات الجديدة في الأدب والفن حيث اختلفت القصة والمسرحية بشدة عن المعنى المتعارف عليه تقليديا.
كذلك فإن حالة الثور ة، كما يراها محمد حسنين هيكل " تواصل حركتها بالقلق والعصبية وتكاد تقارب الفوضى او تتحول بالفعل الى فوضى لأنها تدفق تلقائي ليس لديه مسار معلوم ، وليس في آخره مصب معين" ،مضيفا "هناك معضلة تتصل بعلم الثورة في حد ذاته ، وقد أصبح بالفعل علما مستقلا ضمن منظومة العلوم السياسية وهناك متغيرات كبرى لحقت بقضية الثورة في حد ذاتها".
وأشار الى ان "قضية الثورة في حد ذاتها لم تعد تلك التصورات المعروفة والمحددة في الأدبيات الشائعة وانما هناك مستجدات أتت بها أحوال جديدة مازالت تفور وتتفاعل وتغلي في الدنيا كلها"، منوها بأن "حالة الثورة" لها إيجابياتها ومن بينها أنها أظهرت في مصر مثلا ان "قوى الجماهير عنصر أساسي في المعادلة الوطنية وفعلها مؤثر وتجاهله خطر".
وقال هيكل: "حل يوم 25 يناير وتوالت مشاهده الرائعة ثم تكشف ما تكشف من غياب الفكرة وغياب القيادة وغياب الجسر او الجسور الى المستقبل ثم ظهرت أعراض حالة الثورة دون تشخيص لطبيعتها"، معتبرا ان الممكن الآن "تفهم حالة الثورة وساحتها الواسعة وطبيعتها المختلفة وتحديد مجالات ومسارات وملفات على رقعتها وتتبع كل مجال ومسار وملف والتصرف حياله".
دروس مستفادة من الثورة :
1- أن وسائل الإعلام الحديثة ألغت تقريبا دور الأحزاب السياسية المعبِّرة عن الطبقات الاجتماعية كما كان الحال سابقا.
2-أن وسائل الاتصال الاجتماعى جعلت قضية الرفض والتمرد حركة عالمية عابرة للقارات .
3- أن ما يجرى فى أى بلد أعقد من اعتباره شأنا محليا يخصه وحده .
4- أن الادعاء بالدين لا يكفى غطاءً لحقائق دنيوية، اقتصادية اجتماعية وفكرية.


للمزيد:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق