تعد مرحلة الطفولة المبكرة من أهم المراحل التي تؤثر في تكوين شخصية أبنائنا حيث ينمو خلال تلك المرحلة وعي الطفل باستقلاليته ويصبح خلالها أكثر تلقائية وتحررا، لذلك فإن الرغبة في التحدي والسيطرة من قبل الطفل وكثرة الحركة والعناد والأسئلة الكثيرة ماهي إلا سمات طبيعية يحاول الطفل
من خلالها أن يؤكد قدرته علي الاستقلال تحقيقا لذاته.
كما تنمو لدى الطفل فى هذه المرحلة مشاعر متباينة وانفعالات شديدة كالغضب والحب والكراهية والخوف والغيرة وردود أفعال تتسم بالمبالغة. وتتسم شخصيته بالتذبذب ويمر بمخاوف لها عظيم الأثر علي شخصيته
وسلوكياته .
ولذلك إذا تحولت الاسرة فى هذه المرحلة من حياة الطفل إلى ساحة لممارسة مختلف أنواع العنف الأسرى ، فإنها تنعكس على الأبناء مما ينتج عنها شخصيات مجتمعية تعانى من الإضطرابات النفسية والسلوكية تؤثر بالسلب على المجتمع ، وهذا ماتؤكده الوقائع التاريخية .
فالطفولة المضطربة لهتلر القائد النازي الذي اشتهر بالسادية وتعذيب الكثير من الجنسيات الغير آرية ، وتعرضه المستمر للضرب المبرح من قبل أبيه مما أدى إلى إرتباطه العاطفى الشديد بأمه وبالتالى ، بل أن هتلر بعد أن كان متفوقا فى دراسته فى المرحلة الإبتدائية ، تمرد وتعمد الرسوب انتقاما من معاملة والده له .
وهذا بدوره أثر فى تكوين شخصيته وفى الكثير من سلوكياته وقراراته وأسلوب تفكيره كقائد وزعيم فيما بعد.
والنموذج الثانى جوزيف ستالين القائد الثانى للاتحاد السوفيتى والذى تجاوز ضحاياه ال 50 مليون إنسان، بين عامي 1927و 1953. وهذا العدد يزيد بخمس عشرة مرة، على ضحايا هتلر في أوروبا وبأربع مرات على خسائر روسيا في الحرب العالمية الثانية، وأربعين مرة على خسائرها في الحرب العالمية الأولى!!
والمفارقة أن ستالين كان ضمن الحلفاء، الذين شكلوا محكمة نورنبرج، لمعاقبة مجرمي الحرب من ألمانيا.
إذ عاش ستالين طفولة معقدة ، حيث كان والده يعاقر الخمر، ويضرب ستالين بقسوة في طفولته، مما ترك أثرا كبيرا على شخصية الطفل، وقد ترك الأب عائلته ورحل، وأصبحت أم ستالين بلا معيل. وعندما بلغ ستالين 11 عاماً، أرسلته أمّه إلى المدرسة الروسية للمسيحية الأرثودوكسية، ودرس فيها .
إلا أن المدرسة قامت بطردة من على مقاعد الدراسة في عام 1899، لعدم حضوره في الوقت المحدّد لتقديم الاختبارات.وبذلك خاب ظن أمه به، التي كانت تتمنى دائما أن يكون كاهنا، حتى بعد أن أصبح رئيسا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق