الراحل جمال السجيني 1917-1977 من ألمع فناني عصره بعد مثال مصر الأول محمود مختار 1891- 1934 وكلاهما خالد في تاريخ ووجدان مصر… ترك جمال السجيني بصماته غائرة في فنون مصر … فكان للسجيني أكثر من تعبير الرسم… والنحت والموسيقي… وفن النحاس الذي كان يطرقه بزخارف النغم ، تخرج في كلية الفنون الجميلة عام …1938.
بعد عامين من تخرجه عينته كلية الفنون الجميلة باليومية ففرح لأنه سيكون داخل الوسط الفني الذي نشأ فيه… وبعدها عمل معيدا بالكلية.
حصل السجيني علي بعثة ليستكمل دراسته في فرنسا… ولكن الحرب العالمية الثانية بدأت مما اضطره للسفر إلي إيطاليا للدراسة هناك, ولكن بعد فترة دخلت إيطاليا الحرب ضمن دول المحور ضد الحلفاء… فعاد السجيني إلي القاهرة.
وفي عام 1944 تزوج جمال السجيني هدي ابنة الراحل يوسف كامل 1891- 1971 أحد رواد الفن في مصر… وعند انتهاء الحرب العالمية…باع كل ما يملك لكي يسافرا إلي بايس ليستكمل السجيني دراسته الفنية علي نفقته الخاصة لكي يحقق حلمه الذي بدأه قبل الحرب.
ثم سافر إلي إيطاليا لينضم إلي البعثة التعليمية المصرية في روما عام …1947 فحصل علي دبلوم فن النحت… ودبلوم فنون الميدالية وسك النقود عام …1950 وعاد السجيني ليعمل مدرسا لفن النحت… وأراد أن يقدم جزءا مما أعطته له مصر… فأقام أول معارضه الخاصة في متحف الفن الحديث في أبريل عام …1951 قدم رؤيته وأسلوبه الرومانسي والشعبي الذي وجد نفسه فيهما… وكان غزير الإنتاج الفني المتنوع والمميز.
كان فناننا السجيني مناضلا طموحا مجددا باستمرار… دائم التجريب والبحث لا يقبل المفاهيم الثابتة في الفن… ويجتهد دائما من أجل اتجاه جديد في الفن… يجمع بين التراث الفرعوني وآثار البيئة والفن الزنجي الأفريقي.
استطاع أن يأخذ من هذه الفنون وطورها مع البيئة التي يعيشها… فجاءت حياته وشخصية فنه وإبداعاته في معادلة واحدة… هي الأصالة والبساطة وحسن التعبير… وقوة شخصيته المتواضعة… فكلها تساوي جمال السجيني.
عندما أنشئت كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عين جمال السجيني ليتولي رئاسة قسم النحت عام 1957 حتي …1964 حيث انتقل إلي كلية الفنون الجميلة بالقاهرة ليعمل أستاذا ورئيسا لقسم النحت بها حتي إحالته إلي المعاش في يناير عام .1977
ومن خلال إبداعات الراحل جمال السجيني المحلية والعالمية… كان فناننا ملتزما بفنه وقضايا وطنه… وحبه لمصر… وتأتي أحد آخر إبداعاته تتويجا لمشواره الفني حيث تمثال العبور أنجزه عام …1975 فالتمثال لمصر الحديثة وقد احتضنت أبناءها الجنود وهي متطلعة إلي المستقبل علي هيئة السفينة التي فردت ذراعيها للأمام… وبين طيات ثيابها الجنود البواسل يعبرون الهزيمة إلي النصر.
وأول جائزة حصل عليها السجيني كانت جائزة مختار عام 1937 وهو مازال طالبا… ثم توالت الجوائز… ففي عام 1955 حصل علي جائزة بيينالي الإسكندرية لفن النحت… والجائزة الأولي في مسابقة تصميم لوحات النحت البارز عام 1956, ثم شارك باسم مصر في معرض موسكو الدولي عام 1957 وحصل علي الميدالية الذهبية في ذلك المعرض ضمن 12 فنانا عالميا فازوا بهذه الجائزة… وفاز بجائزة الدولة التشجيعية مع وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي في عام .1964
وتتواجد للسجيني عدة إبداعات في متاحف الفن المصري الحديث بالقاهرة والإسكندرية وموسكو والمتحف الوطني بسورية والمترو بوليتان بنيويورك, وله مجموعات خاصة في جميع أنحاء العالم جعلت اسمه يتردد بين مشاهير فناني العالم.
للمزيد:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق