بدأت قضية التغير المناخي تأخذ طريقها ببطء إلى العناوين الرئيسة في الفصول الدراسية في العالم بدءا من موريشيوس إلى مقاطعة مانيتوبا الكندية، حيث بدأت المدارس في جميع أنحاء العالم في معالجة قضية الاحترار العالمي الصعبة، وتعليم الطلاب عن طبيعة التغير الذي يشهده الكوكب وتشجيع الطلاب على التفكير بشأن السبل التي يمكنهم من خلالها المساعدة في تخفيف وتيرة هذه العملية.
وقد زادت ميزانيات المدارس المحدودة، والمخاوف بشأن إثقال كاهل المعلمين والمعارضة السياسية لما يشكل في بعض الأماكن موضوعا مثيرا للجدل من تعقيدات انتشار دروس تغير المناخ. لكن رغم ذلك تقوم الكثير من الدول بإضافة أو توسيع مثل هذه العروض، اقتناعا منها بضرورة تعليم الشباب بشأن ظاهرة يتوقع أن يكون لها تأثير كبير على حياتهم.
ويرى المدافعون أن المدارس يمكن أن تلعب دورا مهما في مكافحة تغير المناخ من خلال تعليم الشباب العادات الأكثر صداقة للبيئة وخلق جيل من الناخبين الداعم لإجراءات خفض تلوث ثاني أكسيد الكربون.
وفي الولايات المتحدة جرى استحداث معايير علمية جديدة في 26 ولاية وطالبت منظمات للعلماء والمعلمين بتدريس التغييرات المناخية للطلبة في المدارس المتوسطة وتقديمها بتفاصيل أوسع نطاقا في المدارس الثانوية. وقد أثار ذلك معارضة في ولايات مثل وايومنغ، التي تشتهر بإنتاج الفحم والنفط. وقد حجب المشرعون هناك الشهر الماضي من تمويل هذه المعايير، قائلين إن تدريس تغير المناخ يمكن أن يضر بالاقتصاد المحلي.
إلا أن القضية تشهد جدلا أقل في دول أخرى، ففي المدارس الآيرلندية، على سبيل المثال، تتنوع تغطية تغير المناخ كجزء من قضية أوسع نطاقا تعرف باسم التعليم من أجل التنمية المستدامة، ومعالجة المشكلات البيئية والاجتماعية بدءا من الفقر إلى تضاؤل التنوع البيولوجي.
وتتبع هذا النموذج الدول التي تتكون من جزر مثل كوبا وإندونيسيا وموريشيوس وترينداد وتوباغو. وكجزء من مسعى اليونيسكو الذي أطلق عليه «ساندووتش» (Sandwatch)، يقوم الطلاب بزيارة إلى الشواطئ لقياس اتساعها وتحليل اتجاه الموج وجمع عينات المياه وتقييم الحياة البرية وجميع البيانات الأخرى ، إذ أن قيام الأطفال بزيارات ميدانية يساعد الشباب أكثر على تقدير الطبيعة.
وقد شاركت اليونيسكو في مثل هذه الجهود، بتقديم المساعدة على سبيل المثال في البرامج التي تهدف إلى الوصول إلى 67 ألف معلم في فيتنام والعمل على برامج التدريب الصغيرة في دول مثل البرازيل ومنغوليا وناميبيا والفلبين وأميركا الجنوبية، وتقوم بعض الدول بتدريس المناخ في حصص العلوم وتقوم أخرى بتدريسه ضمن مادة الجغرافيا، فيما يدمج آخرون فكرة الاستدامة ضمن عدد من المواد، فالصين على سبيل المثال تدرج تعليم الاستدامة في خطتها لإصلاح المدارس، فيما أدمجته اليابان في المبادئ التوجيهية للمناهج الدراسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق