السبت، 12 مايو 2012

إنصافا للفيلسوف زكى نجيب محمود : القول الفصل فى صراع فكرى طوى الزمن قبل أن يحسم


زكي نجيب محمود: فيلسوف الأدباء، وأديب الفلاسفة

أثارت دعوة زكى نجيب محمود إلى تكون التجريبية العلمية ضابطا للفكر فى مجالاته العلمية .وأن  حقيقة الفكرة تكمن فى كونها ذات نتائج عملية تترتب على تنفيذها ، وإلى أن يصب الفكر الفلسفى فاعليته على المشكلات التى أفرزتها حياتنا العملية ، ردودأفعال متباينة مابين مؤيد ومعارض. ويبرر زكى نجيب محمود  ذلك بأنه اختلط الأمر على الناقدين بين فلسفة ودين ، واعتقدوا أن بعض ما وجه إلى فكر فلسفى من طراز معين من حيث توثيق العرى بين القول ودنيا الواقع الحسى ينطبق على عقائد الدين وحقائق الغيب ، مع أنه يؤمن بأن مجال العقيدة الدينية مختلف عن مجال التفكير المقيد بمنطق العقل العلمى ، لأن العقيدة تسليم بغير برهان،وأمامنطق العقل فيستند للبرهان وسلامة الإستدلال. إلا أن هذا الإضطراب الفكرى فى رأيه يمكن أن يختفى إذا عرفت الفوارق الدقيقة بين جملة ترد فى الدين وجملة اخرى ترد فى العلم ، إنهما نوعان من القول مختلفان من حيث القناة الإدراكية  ، ومن حيث الصياغة التى يصاغ بها المضمون ،وأخيرا من حيث موقف المتلقى ، إلا أنه كثيرا مايحدث للموقف الفكرى الواحد جانب دينى إيمانى وجانب علمى منهجى فى آن واحد ، ومع ذلك فلا يصعب علينا أن نرجع كلا الجانبين إلى مجاله إذا أردنا ذلك ، فإذا فرضنا مثلا أن عالم التفسير أو عالم الفكر الدينى قد نظر فى آية كريمة لتفسيرها او لاستخراج ماتتضمنه من أحكام شرعية ، ففى هذه الحالة تظل الآية الكريمة منتمية إلى دائرة الإيمان الدينى وتظل العملية التفسيرية أو العملية الفقهية منتمية إلى دائرة التفكير العلمى ، أى أنه بينما تظل الآية الكريمة موضع إيمان كل مسلم لااختلاف عليها ، يجوزأن يختلف المفسرون فى طريقة تفسيرها أو أن يختلف الفقهاء فيما يستخرج منها فى مجال الأحكام الشرعية .

مكتبة زكى نجيب محمود :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق