من المسئول عن التحول من الفصحى إلى العامية فى المجتمع العربى Who is responsible for the transition from classical to colloquial in the Arab community
يرى البعض أن المشكلة
المطروحة الآن هو تحول ظاهرة العامية إلى مقصد عقائدى (ايديولوجى). أى تشجيع العامية
لما فيها من استجابة للحياة اليسيرة، وباطنه الربط بين اللسان والانتماء الاثنى والعرقى .
بينما أشارت العديد من الدراسات إلى أن مشكلات تعلم الفصحى لاعلاقة لها بالفصحى كنظام لغوى
بقدر ما لها علاقة بالعملية التعليمية وأساليبها كاستخدام
اللهجات العامية فى قاعات الدرس ، وعدم وجود تطبيقات عملية فى مواد اللغة العربية بالإضافة
إلى عدم وجود أساتذة أكفاء.
أشار المتخصصون فى الدراسات
اللغوية إلى أننا مازلنا نتخذ من أشعار عرب ما قبل الاسلام وتراثهم الأدبى أدوات مرجعية
لاتقان اللغة العربية وقواعدها، وفهم المضامين القرآنية أما إذا تصفحنا كتب تعليم النحو
العربى، يتولد لدينا شعور وكأن الأمر يتعلق بلغة ميتة ولكثرة ما وضعت من تعليقات وشروح،
أما علم النحو فقد صار علما مستقلا بذاته، ولم يعد وسيلة لضبط استعمال اللغة أى أنه
جاوز الغاية التى قام من أجلها .
أما" زكى نجيب محمود " فقد أشار للمشكلة ولكن من زاوية أخرى إذ أكد
"أن نظم التعليم وأساليبه فى مجتمعنا تركز على حشو عقول الطلاب بمجموعات من ألفاظ
اللغة مفردة ومركبة ولافرق فى ذلك بين أن تكون المادة العلمية فى الطب أو فى الفلسفة
أو التاريخ أو القانون دون أن يخرج هذا المخزون اللفظى إلى دنيا العمل والتطبيق وبذلك لم تعد الفصحى فى نظامنا التعليمى أداة للاتصال بمشكلات الواقع.
أما على مستوى الفكر والأدب ،لم تعد الفصحى
وسيلة للثقافة المرتبطة بحياة الناس ومشكلاتهم، بل أنها تكتب من أجل ذاتها. كان الكاتب
بها يعنى باللفظ فى ذاته، وكيف يتولد منه الألفاظ تولدا يراعى فيه الظرف أكثر مما يراعى
منطق التسلسل المنطقى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق