السبت، 11 يوليو 2015

جوستاف لوبون Gustave Le Bon و أول نداء لإصلاح التعليم فى العالم العربى منذ تسعين عاما . Gustave Le Bon and the first call for the reform of education in the Arab world



جوستاف لوبون Gustave Le Bon و أول نداء لإصلاح التعليم فى العالم العربى منذ تسعين عاما .
لقد أسدي «طه حسين» للثقافة العربية صنيعًا مميزًا بترجمته لكتاب لوبون الشهير «روح التربية» ، فالكتاب صدر سنة 1921 عن دار الهلال، أي وطه حسين في الثلاثين من عمره، وقادم لتوه من بعثته العلمية من فرنسا ، وهذا يكشف عن اهتمام طه حسين المبكر بإصلاح التعليم .
فى هذا الكتاب قدم لوبون نقداً جذرياً لآليات التعليم في فرنسا خلال بدايات القرن العشرين، ويمكن الاستفادة منه فى إصلاح مؤسسات التعليم العربية حالياً. فهو آمن بأن التعليم يقاس بالكيف وليس بالكم، بالقدرة على الفهم والإدراك ومن ثم الإبداع والخلق، وليس الحفظ والاستظهار. ومن ثم وجه سهام نقده الى المفاهيم التي سادت مؤسسات التعليم في بلده، والتي دفعت بالأكثر قدرة على الحفظ إلى الصفوف الأمامية من المتفوقين، بينما أطاحت الأذكياء والنابهين وذوي التفكير المستقل إلى آخر الصفوف.
ووضع مؤسسات بلده التعليمية في المواجهة مباشرة مع نظيرتها الأميركية، موضحاً الفرق في بناء الإنسان ككل بين البلدين، كأن يقول عن أسلوب التعليم الأميركي: “الأساتذة الأميركيون يسترشدون بدراية صحيحة بعلم النفس، يتعرفون كيف ينمون عند التلميذ قوة الملاحظة والتفكير والحكم والخلق”. ومن ثم أصبح الاستظهار أو الحفظ غير مؤثر إطلاقاً في هذا النوع من التعليم، بينما حمل على التعليم في بلاده الذي جعل من الاستظهار كل شيء لدرجة أن طالب الهندسة لا يكلف إلا بحفظ النظريات لا تقديم المشاريع.
ولعل أهم ما أمسك به لوبون في كتابه هو ما يتعلق بالتعليم وبناء الإرادة الوطنية، إذ يربط لوبون ربطاً وثيقاً بين التعليم وبناء الرجال الأقوياء الداعمين لقوة أمتهم، من خلال مناهج التربية الصحيحة، حتى إنه أشار إلى أن إهمال المربي الفرنسي لخلق الإرادة و العزم في نفوس المتعلمين من الشباب هو ما تسبب في هزيمة الفرنسيين عسكرياً في الحرب العالمية الأولى.

إن هذا الكتاب الذى ترجم منذ أكثر من تسعين سنة يقدم للقائمين على إصلاح التعليم فى العالم العربى القواعد الأساسية التي يتخذها يمكن أن نستند إليها لتغيير النظم التعليمية.

يمكن تحميل الكتاب مجانا من الرابط التالى :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق