ينوى القائمون على التعليم في فنلندا، التي تعتبر من أفضل دول العالم في مجال التعليم، إدخال تعديلات جذرية على مراحل التعليم الأساسي، بالتخلي عن مفهوم التدريس اعتمادا على "مواد دراسية" والاستعاضة عنها بـ "موضوعات".
فالمشرفون على التعليم في العاصمة هلسنكي يتبنون الفكرة، معربين عن ثقتهم في نشر هذا "المشروع الإصلاحي في جميع أرجاء البلاد"، ومؤكدين أن الهدف منه هو حاجة المجتمع المعاصر لنوعية مختلفة من التعليم تجهز الطلاب لبيئة العمل.
وأوضح الداعمون للفكرة أنها ستغير هيكلة بيئة التدريس ذاتها، حيث لن يحتاج الطالب لتلقي ساعة كاملة في مادة التاريخ على سبيل المثال، ثم تليها حصة بنفس المدة لمادة الكيمياء مثلا، بل سيتم التركيز على موضوع معين من خلاله يمكن للطالب أن يحصل على مجموعة من المعلومات المرتبطة بعدة مواد في نفس الوقت.
فإذا كان الموضوع حول كيفية تقديم الخدمة الفندقية مثلا سيتضمن معلومات عن الحساب واللغات ومهارات التواصل، وإذا كان عن الاتحاد الأوروبي سيتضمن معلومات عن التاريخ والاقتصاد والجغرافيا واللغات.
كما يتضمن المشروع تغيير طريقة التدريس المعتادة، والتي تتضمن جلوس الطلاب في صفوف والتفاعل مع الدروس بصورة سلبية، حيث سيتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات أصغر عددا تعمل بشكل تعاوني على حل الأسئلة وتحصيل المعلومات وهو ما من شأنه أن يحسن مهارات الاتصال لديهم أيضا.
ويلقى المشروع معارضة من مجموعة من المدرسين وخصوصا الذين تخصصوا في مادة دراسية واحدة طوال حياتهم المهنية، إلا أن القائمين على المشروع يرون أن النظام الجديد سيوفر الفرصة للمدرسين للتعاون مع بعضهم البعض لتحديد الموضوعات التي سيدرسونها معا، حيث سيتم تشجيعهم من خلال حوافز مادية تضاف لرواتبهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق