اجتماعيات التربية sociology of education :
اجتماعيات التربية هي العلم الذي يدرس العلاقات القائمة بين التربية والمجتمع , وكذلك التربية بوصفها نظاما اجتماعيا , وتستند في ذلك الى المفاهيم والنظريات المتضمنة في علم الاجتماع وغيره من العلوم الاجتماعية والإنسانية الاخرى).
حيث أنها تدرس النظام التربوى باعتباره أحد النظم الفرعية فى المجتمع أو فى علاقة التظام التربوى بالنظم الاجتماعية الأخرى كالنظام الاقتصادى والطبقى والدينى والسياسى ..الخ .
وكمثال على ذلك دراسة تأثير المؤسسات العامة و خبرات التعلم الفردية ونتائجها على نظم التعليم في المجتمعات الصناعية الحديثة بما في ذلك التعليم الرسمى والتعليم الممتد والتعليم عن بعد وتعليم الكبار والتعليم المستمر ، مع تحقيق العدالة والمساواة فى الحصول على الثروة والمكانة الاجتماعية مع مراعاة احتياجات الأفراد ومتطلباتهم ذلك وفقا لقدراتهم وإمكاناتهم( الجدارة).
وقد بدأت المنهجية الاجتماعية فى التربية والتعامل مع مشكلات التربية من منظور اجتماعى مع إميل دوركايم من خلال تركيزه على التربية الأخلاقية باعتبارها أساس للتضامن العضوى للمجتمع.
كماركز على دراسة القيم الأخلاقية ومثلها العليا باعتبارها إحدى الظواهر الاجتماعية فهى وليدة المجتمع الناشئ عن اجتماع الناس بعضهم ببعض ودور علم الأخلاق هو دراستها كما هي بالفعل مرتبطة بالزمان والمكان.وبهذا المعنى ذهب دوركايم إلى أن الضمير يعكس بيئة الجماعة وتلتقى فيه تعاليمها، فالإنسان ابن عصره ووليد بيئته.
وبذلك يرى أن التربية هي" التأثير الذي تمارسه الأجيال الأكبر سناً على تلك الأجيال التي لم تؤهل بعد للحياة الاجتماعية، وإنها تستهدف إيقاظ القدرات الفيزيقية والعقلية والأخلاقية في الطفل وتنميتها في ضوء متطلبات المجتمع والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها.
كما أن التربية تعتبر عملية اجتماعية Social Process تعمل على تكييف سلوك الأفراد ومواقفهم لتساير القوالب والأنماط الثقافية والضوابط الاجتماعية التي ارتضتها الجماعة.
أما "ماكس فيبر" M.Weber "1864-1920" فيرى أن التربية أداة من أدوات السيطرة الاجتماعية التي يملكها المجتمع- إن لم تكن أداته الرئيسة- وبهذا يمكن مقارنتها حتى بأدوات القسر المباشر التي توجد في أجهزة أي مجتمع، والاختلاف بين التربية وبين هذه الأدوات هو أن التربية تستعمل لكبت Repression الظواهر السلوكية غير المرغوب فيها اجتماعياًSocially unacceptable ومنع وقوعها، في حين إن أجهزة القسر الأخرى تتولّى قمع Suppression تلك الظواهر بعد استفحالها.
بينما أبرزت الدراسات الحديثة كيف يعكس التعليم التمايز الطبقى والعنصرى فى المجتمع أو التمييز بين الجنسين ، وكيف يصبح التعليم أداة للحراك الاجتماعى وليس مجرد سلعة ، والعلاقة بين الطبقة الاجتماعية وماتعتنقه من قيم والإنجاز والتنشئة الاجتماعية للفرد.
علاوة على دراسة تأثير الخلفيات الاقتصادية والاجتماعية على أداء الطلاب
وكمثال على ذلك دراسة عالم الاجتماع جيمس كولمان عام 1966 ، والمعروفة باسم "تقرير كولمان " التى قام فيها بقياس أداء أكثر من 150,000 طالب وجدت أن خلفية الطالب و الحالة الاجتماعية والاقتصادية كانت أكثر تأثيرا في تحديد المخرجات التعليمية من تأثير أى من العواملالأخرى مثل الإنفاق على التلميذ ، كما وجد أيضا أن الطلاب السود المحرومون اجتماعيا حققوا نتائج أفضل في المدرسة عندما كانوا في الصفوف المختلطة عرقيا بدلا من فصول السود فقط . مما أثار الجدل الذي مازال مستمرا حتى اليوم .
وتدرس اجتماعيات التربية التفاعلات الرمزية التى تحدث أثناء عملية التعلم ونتائج هذه التفاعلات ، بما يساعد المعلم على توقع سلوكيات الطلاب ونتائج عملية التعلم ، كما تدرس أيضا دور التربية وآلياتها فى إعادة إنتاج اللامساواة فى المجتمع ، وكيفية استخدامها كأدة للتمييز (على أساس الطبقة - العرق - الجنس)أو ممارسات التمييز ضد الأقليات فى بعض المجتمعات .
للمزيد :
قائمة بمجموعة من الكتب فى مجال اجتماعيات التربية :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق