الخميس، 10 أكتوبر 2013

دروس مدهشة مستفادة من إحصاءات التعليم حول العالم Lessons learned from the amazing education statistics around the world

 

المشكلة ليس في تقدير الوقت الذي يقضيه الطلاب  بالمدرسة أو أن الشهادة التي تحصلوا عليها ولتى قد لا تكون دائما أفضل طريقة للتعرف على قدراتهم الحقيقية.. والدليل على ذلك إرتفاع معدلات البطالة فى الوقت الذى يؤكد فيه أصحاب الأعمال أنهم لايجيدون القوى العاملة المؤهلة .
أما البُعْد الثاني : العدالة والإنصاف 
  فاالمعلمون يركزون على العدالة والإنصاف. ولذلك حاول برنامج بيسا تقييم ذلك من خلال التأكد من حصول أولائك الناس ذوي الخلفيات الاجتماعية المختلفةعلى فرص متساوية. ونلاحظ بأنه في بعض البلدان أن  تأثير الخلقية الاجتماعية على النتائج الدراسية قوي. الفرص موزعة بشكل غير عادل. ويهدر قدر كبير من إمكانيات الأطفال . ويمكننا أن نتناقش حول هل من الأفضل أن نكون هناك حيث الكفاءة أقوى على حساب الفوارق الاجتماعية الكبيرة؟ أو هل علينا أن نركز على الإنصاف ونقبل بالرداءة؟ لكن في الحقيقة هناك الكثير من الدول التي تجمع بالفعل بين التفوق والإنصاف. في الواقع، واحد من أهم الدروس المستخلصةمن هذه المقارنة أنه ليس عليكم التضحية بالإنصاف من أجل بلوغ التفوق. لقد تجاوزت تلك الدول مرحلة توفير الإنصاف للبعض فقط إلى مرحلة توفير التفوق للجميع. وهو درس في غاية الأهمية. وهو أيضا تحدي للعديد من  الأنظمة التعليمية التي تعتقد بأنها وُجِدَت من أجل نوعية محددة من الناس. ومنذ الإعلان عن تلك النتائجحاول صناع القرار والمدرسين والباحثين من جميع أنحاء العالم معرفة ما السر وراء نجاح تلك الأنظمة.
 أى أن  لوكسمبورغ وكوريا تنفقان بنفس القدر على الطالب الواحد. لكن الأباء والمدرسين وصناع القرار بلوكسمبورغ يفضلون الأقسام الصغيرة. لكن حتى   لوكسمبورج يمكنها الإنفاق فى أكثر من بند  والمقابل لذلك هو أن أجور المدرسين لديها ليست بالجيدة، ولا يقضي الطلاب ساعات طويلة بالدراسة. بينما ليس لدى المدرسين وقت كاف للقيام بأشياء أخرى غير التدريس.فرغم  أن بلدين ينفقان أموالهما بشكل جد مختلف، إلا أن كيفية إنفاق أموالهما هي في الواقع أكثر أهميةمن المقدار المالي المستثمر في التعليم.
فلنعد للعام 2000. نجد أن ألمانيا كانت تقبع بالربع السفلي من الرسم البياني، تحت متوسط الكفاءات وبفوارق اجتماعية كبيرة،ولكن أصبح التعليم هو المسيطر على النقاشات العامة بألمانيا، ورفعت الحكومة الاتحادية استثمارهابشكل مدهش في مجال التعليم. وقامت بالعديد  من الإجراءات من أجل تحسين الفرص المعيشية للطلاب المنحدرين من أصول مهاجرةأو من طبقة اجتماعية مهمشة. والمثير في الحقيقة أن الأمر لم يتعلق فقط بإصلاح السياسات الموجودة، بل قامت المعطيات بتغيير بعض المعتقدات والنماذج التي شكلت أساس النظام التعليمي بألمانيا. . قام برنامج پيسا بتغيير هذا النقاشووضعت تعليم الأطفال الصغارفي مركز أولويات السياسة العامة بألمانيا.عا للتساؤل اليوم. الكثير من التغيير.

البعد الرابع : أن كل دولة لها خصوصيتها وأولوياتها
والسؤال الذي يطرح: ما الذي يمكن أن نتعلمه من البلدان التي حققت مستويات عالية من الإنصاف والكفاءة ورفعت من نتائجها؟ وبالطبع، السؤال هو،هل يمكن لتجربة نجحت في سياق معين أن تقدم نموذج يحتدى به للباقي؟ فبالطبع لا يمكن نسخ الأنظمة التعليمية، لكن هذه المقارنات فيما بينهاتعطينا فكرة عن القواسمالمشتركة بين الأنظمة العالية الكفاءة. الكل يجمع على أهمية التعليم. الكل يقول ذلك. لكن الاختبار الحقيقي هوكيف سنوازن بين هذه الأولوية وباقي الأولويات؟ كيف هي الأجور التي تدفعها الدول لمدرسيها بالمقارنة مع العاملين الأخرين من ذوي المهارات العالية؟ 
لكن المراهنة على التعليم ليس سوى الوجه الأول من العملة. الوجه الثاني هو الإيمان بأن كل الأطفال قادرين على النجاح.لديكم مثلا بعض البلدان التي تفصل بين الطلاب منذ مراحل مبكرة من العمر. حيث يقسم الأطفال، الشيء الذي يعكس الاعتقاد بأن البعض فقط من الأطفال قادرين على بلوغ المعايير العالمية. لكن ذلك مرتبط في الواقع بالفوارق الاجتماعية القوية بالمجتمع. إن أنتم ذهبتم إلى الياپان في آسيا أو فنلندا بأوروبا، ستجدون أن الأباء والمدرسين بهذين البلدين يتوقعون أن كل طالب قادر على النجاح، ويمكنكم في الواقع ملاحظة أن تصرفاتهم تعكس ذلك الأمر. عندما سألنا الطلاب ما الذي يجعلكم تتفوقون بالرياضيات، أجاب طلاب أمريكا الشمالية، كل شيء متعلق بالموهبة إن لم أولد عبقريا في الرياضيات،فمن الأفضل لي أن أدرس شيئا أخر. بينما أجاب 9 من 10 طلاب ياپانيين بأن الأمر يتعلق بمدى تفاني ومدى الجهد الذي أبذله وهذا يقدم لكم فكرة عن طبيعةالنظام الذي يعيشون به.

 في الأنظمة المدرسية البيروقراطية، غالبا ما يُتْرَكُ المدرسين بمفردهم بالأقسام مع الكثير من التوجيهات حول ما يجب تدريسه. تتمتع الأنظمة ذات الكفاءة العالية برؤية واضحةحول ماهية الكفاءة.وتضع معايير طموحة لتمكن مدرسيها من تحديد ما الذي يريدون تدريسه لطلابهم اليوم؟ كان التعليم فيما مضى يهتم بتقديم الحكمة.أصبح التحدي اليوم هو تمكين الفاعلين في التربية من تقديم تلك الحكمة. لقد انتقلت الكفاءات العالية من النماذج المهنية أو الإدارية التقليدية في مجال المسائلة والرقابة -- التي هي عبارة عن طرق للتأكد من أن الكل يقوم بما هو مطلوب منه -- إلى نماذج مهنية لتنظيم العمل. إنها تمكن مدرسيها من الابتكار التربوي. وتوفر لهم وسائل التنمية التي هم بحاجة إليها لخلق ممارسات تربوية قوية. كان الهدف فيما مضى توحيد المعايير  أعطت الأنظمة ذات الكفاءة العالية مدرسين ومديري مدارس مبدعين. في الماضي كان تركيز السياسات منصب على النتائج وكيفية تحقيقها. بينما ساعدت الأنظمة ذات الكفاءة العالية المدرسين ومديري المدارس للانتباه إلى ما يقوم به المدرس وتقوم به المدرسة من حولهما.
للمزيد :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق