الجمعة، 24 يناير 2014

فلسفة مابعد الحداثة Philosophy of postmodernism






يمكن تلخيص أبرز ملامح ما بعد الحداثة في النقاط الموجزة التالية:

أولاً: من البديهي أن الاعتبارات الدينية والغيبية لا مكان لها في فلسفة ما بعد الحداثة، وذلك أن الحداثة المادية –قبلها- قد همشت دور الدين و ما وراء المادة، لذلك تتجه فلسفة ما بعد الحداثة إلى القضاء على دور العقل ومركزية الإنسان والطبيعة؛كفلسفة قامت في عهد نهضة الحداثة الغربية، وهي -أي فكرة ما بعد الحداثة - تفترض أن العالم مادة، في حالة حركة دائمة، ولا قصد لها ولا أصل, ومجرد استخدام كلمات مثل: حق ويقين وذات ودوافع مثالية هي سقوط في الميتافيزيقا الماورائية، فليس هناك نظام مركزي بل هي نظم صغيرة مغلقة يدور كل منها حول نفسه، ولها معناها الخاص الذي لا يرتبط بأي مدلولات أخرى.

ثانيا : ليس هناك حقيقة مسلمة في فكر ما بعد الحداثة بل هي حقائق متعددة، يصوغها الإنسان نفسه، ويختار ما يريده من قناعات، حتى لو كانت في منتهى الشذوذ، فهي القبول البرجماتي للوضع القائم مهما كان دون تغييره بل التكييف معه والإذعان له، وكان المدخل لهذه العدمية؛ من خلال الفلسفة التفكيكية للمعاني، فـ(جاك دريدا) يطرح مفهوم أبوريا (aporia)، وهي كلمة يونانية تعني "الهوة التي لا قرار لها"، فمعنى النص مبعثر ومنتشر وذلك أن لِلّغة قوة لا يمكن التحكم فيها، فالمعنى أكبر من مدلول الكلمة، وكل قارئ يفهم معناه الخاص من الكلمة، فتصبح المعاني بعدد القراء، وبالتالي إلى حالة من السيولة تختفي فيها الحقائق، وتتعدد فيها المعاني الفردية، وهذا ما جعل النظريات والقيم والمبادئ كلها صور هلامية يفهمها كل شخص على حسب تفسيره لها.

ثالثاً: النظام الأخلاقي في فلسفة ما بعد الحداثة لا يخضع إلى اعتبارات قيمية مطلقة أو أي معايير ثابتة أخذت اعتبارها من توافقات الشعوب بثقافاتها ودياناتها على احترامها ووثوقية مبادئها؛ بل الأخلاق تنطلق من اتفاقيات محدودة الشرعية تمليها مصالح الفرد أو المؤسسات المهيمنة على المجتمع 

أما الجدول السابق فيبرز الفرق بين مفهوم الحداثة وما قبل الحداثة وما بعد الحداثة .

سلسلة محاضرات حول مابعد الحداثة :



للمزيد:









البرامج الدراسية العالمية:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق