فرق مصطفى محمود بين النفس و الروح ويرى أن علاقة نفس كل منا بروحه و جسده هي أشبه بعلاقة ذرة الحديد بالمجال المغناطيسي ذي القطبين ، و الذي يحدث للنفس دائما هو حالة استقطاب، إما انجذاب و هبوط إلى الجسد ، إلى حمأة الواقع و طين الغرائز و الشهوات ، و هذا هو ما يحدث للنفس فى ماديتها حينما تشاكل الطين و تجانس التراب في كثافتها ، و إما انجذاب و صعود إلى الروح ، إلى سماوات المثال و القيم و الأخلاق الربانية ، و هو ما يحدث للنفس حينما تشاكل الروح و تجانسها في لطفها و شفافيتها.. و النفس طوال الحياة في حركة و تذبذب و استقطاب بين القطب الروحي و بين القطب الجسدي.. مرة تطغى عليها ناريتها و طينتها، و مرة تغلبها شفافيتها و طهارتها.
و الجسد و الروح هما مجال الامتحان و الابتلاء، فتبتلى النفس و تمتحن بهاتين القوتين الجاذبتين إلى أسفل و إلى أعلى لتخرج سرها، و تفصح عن حقيقتها و رتبتها و ليظهر خيرها و شرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق