لقد تحولت الصناعات الحرفية من أداة للتعبير عن الذات والبيئة إلى أداة عالمية فى العقد الأخير ، حيث أسهمت إلى حد كبير فى نمو الاقتصاد العالمي ، إذ أصبح حجم التجارة العالمية للحرف اليدوية والتقليدية يفوق 100 مليار دولار. وهذا بدوره يتطلب تفعيل دور المدارس ومراكز التراث فى تدريب النشء علي الحرفة لإعداد أجيال جديدة لديها القدرة علي إحياء هذه المهن ومايرتبط بها من فنون .
وكمثال على هذا فن التُّلِّي " بضم التاء واللام المشددة المكسورة" والذى يشير إلى نوع من التطريز المصري الذي يستخدم الخيوط المعدنية الفضية أو الذهبية اللامعة التي اعتادت النساء في صعيد مصر التطريز به منذ القرن ال18 ، إلا أنه عاد ليصبح "موضة" من جديد بين طبقات المجتمع الراقية والمتوسطة في مصر في موجة العودة إلى الملابس التراثية ، كما أنه خرج إلى العالمية في نماذج لخطوط إنتاج من عمل مصممين فرنسيين بالإضافة إلى مجموعة ماري لويس المصرية الشهيرة في عروض الأزياء.
وهذا بدوره يتطلب التنسيق بين الجهات المهتمة بالصناعات الحرفية وبين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني فى وضع البرامج التدريبية الهادفة إلى تنمية مهارات وقدرات الحرفيين خاصة للأجيال الناشئة منهم لإيجاد مصدر دائم لتزويد هذا القطاع بما يحتاجه من أيدٍ عاملة ماهرة تضمن استمرار وتداول الخبرات والمهارات الحرفية في مختلف الصناعات ، مع وضع خريطة توضح أهم المحافظات التى تشتهر بالصناعات الحرفية لتحديد نوعية البرامج التى تتناسب مع طبيعة الحرف فى كل محافظة ، مع الاستعانة بنخبة من الحرفيين فى المجالات المختلفة.
وذلك وفق مناهج وخطط مدروسة، بهدف تكوين جيل من الحرفيين يتصف بالوعي بأهمية المهن الشعبية وقيمتها الفنية والإبداعية، ويمتلك ثقافة الجودة والإتقان والتميز والإبداع ، ومايترتب على ذلك من الحد من مشكلة البطالة والفقر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق