الثلاثاء، 3 مايو 2016

كيف نطور ‫#‏الموهوبين‬ قيادياً ؟



إن تعليم الموهوبين فنون القيادة يتطلب ليس فقط تطوير الإمكانيات غير العادية التي يحملونها بل أيضاً تنمية القيم والاهتمامات والدوافع للتمكن من توجيه تلك المواهب لخدمة المجتمع
وفيما يلي شكل يوضح نموذج تطوير القادة :

ما يلفت النظر في هذا النموذج هو أن بناءه يتفق مع النظرية العامة التي تقول بأن نصفي الدماغ البشري الأيسر والأيمن يضمان وظائف ذهنية مختلفة ولكنها متكاملة. فالإدراك وحل المشكلات الموجودة في الجانب الأيسر من النموذج يقوم بها الجانب الأيسر من الدماغ، في حين أن التواصل مع الآخرين وصنع القرار الموجودة في الجانب الأيمن من النموذج هي من وظائف الجانب الأيمن من الدماغ.
وبهذا تتحد العناصر الإدراكية المتمثلة في الإدراك وحل المشكلات جنباً إلى جنب مع التواصل مع الآخرين وصنع القرار والتي تعتبر من العناصر الفاعلة، ليتم بذلك تحقيق القيادة المتكاملة.

وفيما يلى نظرة في العناصر الأربعة لنموذج تدريب القادة وربطها بالرؤية المستقبلية:
1- الإدراك :
يُقصَد بالإدراك استعادة المعلومات أو سرعة التذكر وتعلُّم كيفية بناء قاعدة علمية ليستطيع الاستفادة من المعارف التي تم اكتسابها من خلال البرامج التعليمية العامة. عندما توجد لديهم مثل هذه القاعدة العلمية، يمكننا حينئذٍ أن نقدم لهم برامج متنوعة تناسب موهبتهم، إضافةً إلى ذلك فإن الطلاب يحتاجون إلى التدريب على أساليب البحث والتقصي حول المعلومات، على أن يتضمن هذا التدريب تعريف المشاكل الحياتية وإجراء عمليات عصف ذهني للبحث عن حلول إبداعية لها سواء عن طريق ابتكار جديد أو حل إبداعي متميز.
2- حل المشكلات :
يمثل هذا العنصر جوهر الإبداع وأحد أهم برامج تعليم الموهوبين، فهو يحفز المرونة والطلاقة في التفكير بطريقة إبداعية، ويقوي مهارات التواصل والعمل الجماعي والتغلب على الضغوط، ومواجهة التحديات، كما أنه يطور مهارات التفكير النقدي والتحليلي. ونظراً لأهمية هذا العنصر فقد ظهرت برامج كثيرة مستقلة لتعليم حل المشكلات بطرق إبداعية منها؛ برنامج سي بي إس (CPS) و سكامبر (SCAMPER) و تريز (TRIZ) وغيرها من البرامج ذات العلاقة.
3-التواصل مع الآخرين :
أحد أبرز أدوار القيادة هي القدرة على التأثير وحتى يكون الطلاب قادةً للمستقبل، فإن عليهم أن يتعلموا مهارة التواصل مع الآخرين وفن الإقناع بالتأثير، فبدون تلك المهارة لن تكون قيادتهم مؤثرة. ومما تجدر الإشارة إليه أن تطوير هذه المهارة يتفعِّل كلما تراكمت الخبرات الاجتماعية والمعلومات النظرية المتعلقة بمهارة التواصل مثل؛ القدرة على العمل ضمن الفريق والتقمص العاطفي والشعور بالآخر وضبط المشاعر الشخصية والقدرة على التحكم فيها وتوجيهها، وذلك حتى تتحول التجربة والعلم إلى ذكاء عاطفي مؤثر وفاعل يسهم في بناء صورة سليمة للأدوار المستقبلية لقادتنا الموهوبين.
4- صنع القرار:
بعد اقتراح عدد من الحلول للمشكلات، تأتي أهمية صناعة القرار فهو المعيار الأهم الذي يحكم على نجاح القيادة أو فشلها في استغلال مواردها المالية والبشرية، ولكي يصل الموهوب إلى القدرة على صناعة قرار ناجح فإن عليه أن يكون متقناً للعناصر القيادية الآنفة الذكر كالإدراك وحل المشكلات والتواصل مع الآخرين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق