الاثنين، 9 مايو 2016

كيف ندرس الثقافة علميا ؟ How do we study culture scientifically




يرى الكثيرون من أتباع المذهب النسبي الثقافي أن الدراسات الثقافية لا يمكن أن تأخذ طابعاً علمياً بسبب عدم إمكانية إطلاق التعميمات عبر الثقافات المختلفة ، لذا يتعين على الباحثين أن يركزوا دراساتهم على الثقافات الأخرى ومقارنتها بها .
إن دراسة الثقافات غير الغربية لن تؤدي إلى نتائج يمكن للغربيين إدراكها بدقة ومن ثم مناقشتها . ويذهب البعض الآخر أن المذهب النسبي لا يعمل كما يبدو ضمن إطار حقل الأنثروبولوجي أو أية دراسات ثقافية أخرى ، وهي فكرة يمكن الإستدلال عليها من خلال عمل الباحثين في مجال أصول الأعراق والثقافات. وإذا أردنا أن نجعل البحث الثقافي قابلاً للقياس فلا بد من إجراء مقارنات تغطي مختلف الثقافات إنسجاماً مع ما تدعو إليه وجهة النظر المادية. غير أن ذلك لا يعني أن سائر الأعمال النوعية أو وجهات نظر المذهب النسبي في إطار العلوم الإجتماعية لا جدوى منها لأنه إذا ما أستخدمت تلك الأعمال جنباً إلى جنب مع وجهة النظر المادية القابلة للقياس فإنها سوف تؤدي إلى معلومات هامة للغاية حول ثقافتنا فضلاً عن الدراسات الثقافية الأخرى عبر الثقافات.
كما يتعين النظر إلى المذهب النسبي الثقافي بإعتباره يمثل توجهاً منهجياً يبيّن خصائص الثقافات الأخرى من ممارسات وأفكار في ضوء ما يصدر عنها من دراسات تتناول أصل الكون ونشأته وتطوره Cosmologies على أساس تعارض ذلك مع الطريقة الوحيدة لدراسة الثقافة وإدراكها.
إن البحث الثقافي إذا ما تم إجراؤه وفق وجهتي نظر المذهبين النسبي والمادي سوف يوفر البيئة التي يمكن من خلالها فهم التنوع بين الثقافات وعبرها.

للمزيد :




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق