الجزء الأول
الجزء الثانى
تتباين رواتب المعلمين، في الولايات المتحدة الأمريكية، من ولاية لأخرى، وكذا من درجة مالية إلى أخرى، ويقدر المتوسط بنحو 50 ألف دولار في السنة، إضافة إلى البدلات والحوافز والمزايا الأخرى، وبحسب وايت هوست، في دراسة بعنوان «حوافز المعلّمين لتحسين الناتج التعليمي»، فإن عددا من الولايات، قام مؤخرًا باعتماد نظام الحوافز على أساس الأداء، حيث تـصرف رواتب أعلى بكثير، للمعلّمين الذين تمكّنوا من زيادة مستويات إنجازات الطلاّب، وكانت وزارة التعليم قد بدأت منذ نوفمبر 2006م، بتمويل 34 برنامجــًا رائدًا، لمساندة نظام رواتب المعلّمين على أساس الأداء، وبموجب هذه البرامج، سمح للمعلمين بشراء المنازل الحكومية، في المناطق ذات الأولوية، بخصم يصل إلى50 بالمائة من سعر السوق، مقابل الالتزام بالسكن في المنزل، لمدة ثلاث سنوات على الأقل، والعمل بالتدريس بدوام كامل في المدارس، التي تخدم الطلاّب بالقرب من المساكن.
وإذا كان المعلّم الأمريكي، يحظي بالراتب المرتفع، والكثير من المزايا، إلاّ أن برامج إعداده، كما أشارت أكثر من دراسة أكاديمية، ظلّت إلى وقت قريب، تـعاني من نقاط خلل، حددت أبرزها على النحو التالي:
- عـدم كـفـايـة زمـن الإعـداد، حيث إن أربع سنوات دراسية غير كافية، لتعلّم كل من: المادة التخصصية، ونمو الطفـل، ونظريات التعلّم، وطرق التدريس الفعّالة، وهذا له أثر سلبي في ضعف مستوى معلّمي مرحلة التعليم الأساسي، في المادة التخصصية، وضعف مستوى معلّمي المرحلة الثانوية في المعارف التربوية.
- تقديم المعرفة بشكل مجزّأ، حيث إن العناصر الرئيسة التي تـدرس لهم، غير مترابطة، وتفصل بين النظرية والتطبيق، وكذا تـقدّم المهارات المهنية مجزّأة.
- «استخدام طرق تدريس غير ملهمة».
- «تصميم مناهج تتسم بالسطحية».
ولإصلاح مواطن الخلل هذه، والارتقاء بالمستوى التأهيلي والتدريبي للمعلّم الأمريكي، وضعت خمس توصيات رئيسة، وهي:
الوصايا الخمس لإصلاح حال المعلّم
- «التعامل بجدّية مع معايير المعلّمين، ومعايير التلاميذ (معايير المواد الدراسية، في مراحل التعليم قبل الجامعي)».
- «إعادة النظرة في مجمل برامج إعداد المعلّم، والتنمية المهنية للمعلّمين».
- «إصلاح استقطاب المعلمين، وضمان توفير معلمين مؤهلين على نحو جيد، لكل صف دراسي».
- «الاتجاه نحو تشجيع ومكافأة المعلمين المتميّزين».
- «تطوير المدارس، لكي تكون أكثر فاعلية، في إقبال التلاميذ على التعلّم، وتسهيل نجاح المعلمين».
وكانت ثلاث هيئات أمريكية، معنية بتطوير مهنة التعليم، قد أخذت هذه التوصيات، وبدأت في البناء عليها، حيث وضعت معايير محددة، لمراحل تدرّج المعلّم في المهنة، يمكن تحديدها في الآتي:
· مرحلة الإعداد للمهنة، وقد قام بإعداد معاييرها، المجلس الوطني لاعتماد برامج إعداد المعلّم (NCATE).
· مرحلة الالتحاق بالمهنة، وقد أعدت معاييرها، من قبل مجمّع تقييم ودعم المعلّمين الجدد عبر الولايات الأمريكية (INTASC).
· مرحلة الاحتراف المهني، وقد قام بإعداد معاييرها، المجلس الوطني لمعايير التعليم المهني (NBPTS).
وتقوم الهيئات الثلاث، بمتابعة تطبيق هذه المعايير على أرض الواقع، إلى جانب قيامها بتطوير طرق جديدة لتقييم المعارف والممارسات المهنية للمعلّم، وكان خبراء في استراتيجيات التعليم، قد أشاروا إلى أهمية هذه الخطوات الإصلاحية في التعليم الأمريكي، وقال أحدهم: «إنها ستشكّل الآلية التي ستقود تقدّم المعرفة لمهنة التعليم بكاملها»، ويشير كل من دارلنج، وهاموند، إلى أنها ستتيح قدرًا كبيرًا من المعارف، والتدريب الميداني الموجّه، الذي يتّصف بالشمول والحداثة، والتأكّد من أن الخرّيجين اكتسبوا ما يحتاجونه، للقيام بالتدريس بصورة مناسبة..
للمزيد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق