يتم حاليا فى مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية مراجعة جميع الكتب الدراسية للعام الدراسى الجديد 2014 - 2015، وكذلك تأليف الكتب الدراسية الجديدة وفق الخطة الاستراتيجية للمركز وذلك من خلال ورش عمل تضم أساتذة من الجامعات ومراكز البحوث وخبراء مركز تطوير المناهج. وبالنسبة للأنشطة التربوية ،فالمركز انتهى من إعداد وثيقة قومية لهذه الأنشطة لأنها تحتاج الى معايير قومية وأدلة لمشرفيها، لأنها تمثل جزءا أساسياً فى ملف إنجاز المتعلم وتقويم أدائه والحكم على صلاحيته للانتقال الى المراحل التعليمية التالية وهى موجودة على موقع الوزارة الإلكتروني.
ويؤكد المسئولون أن المناهج الجديدة تستهدف إزالة الحشو والتكرار من جميع المناهج والاستعانة بطرق التدريس العالمية وخاصة لطلاب القسم العلمي مشيرا إليً أن لجان عليا من الخبراء قاموا بدراسة فاحصة للمناهج والمقررات وأوصوا بإزالة 30% من حجمها الحالي وهو الأمر الذى سهل كثيراً فى تحديد الاجزاء التى تم حذفها.
ولكن ماذا بعد .........
إن تطوير المناهج لا يعني فقط مجرد الحذف او الاضافة إلا اذا كانت هناك فائدة من هذه العملية، فمثلا نحن لا نحذف المعلومة إلا اذا كانت قديمة وتعداها الزمن او تم تدريسها في مراحل سابقة او ان هذه المعلومة لم تعد من اساسيات العلم واصبحت من ثانوياته او لانها غير مناسبة للصف الدراسي الموجودة بمناهجه وهذه هي اسباب رفع المعلومة من المنهج الدراسي وهذا لا يتم بشكل عشوائي بل ان المسألة تحتاج الي دراسة لتحليل هذه المناهج في ضوء معايير محددة وخاصة، وحتي الاضافة لا تكون ارتجالية ولكن لابد ان تكون لامور ضرورية فإما ان حاجة العلم تستدعي اضافتها لدراستها واما ان هناك مشروعات في الوطن تحتاج لوعي ابنائها بها، وهذا ايضا يحتاج لدراسة ينتج بناء عليها تحديد رفع او اضافة معلومة ودون ذلك تعتبر هذه العملية عشوائية.فالتطوير قائم منذ عشرات السنيين ولكن ما نتائج هذا التطوير ، لأنه يدور فى نفس الإطار القائم على الحذف والإضافة والتى تستند إلى الحفظ والتلقين القائمة على المعارف والمعلومات ، كما أنه تركز على تاريخ العلم وليس العلم ذاته.
لذلك فإن فلسفة تطوير المناهج لابد أن :
- تتحول إلى البحث والاكتشاف فالدول المتقدمة تعتمد على نوعية أخرى من المناهج القائمة على حل المشكلات، والمفاهيم الكبرى للعلم، والمناهج القائمة على نتائج أبحاث المخ، ودراسة البيئة المحيطة.
بما ينمى قدرة الطالب على طرح حلول للمشكلات، و إدارة الأزمات، أو مواجهة التغيرات الحادثة من حوله، سواء في بيئته أو مجتمعه أو العالم من حوله،ولذلك نجد نظم التعليم في الدول الأخرى مفجرة للمواهب، والإبداعات، وبالتالي يظهر فيها المبتكر، والمخترع، والمكتشف والمبدع .
وعلينا الاستفادة من نظم التعليم في الدول المتقدمة كاليابان، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، وتركيا، مثلما استفدنا من تجربة فرنسا في جامعة السوريون عند إنشاء جامعة القاهرة.
- يوجد في الدول المتقدمة ما يسمى TEXT BOOK، وهناك تعمل مجموعة من المتخصصين والخبراء في إعداد المناهج على وضع المحتوى العلمي للمادة الدراسية، بحيث تتناول عدة موضوعات، ولا يشترط أن يتم الانتهاء من الكتاب في نفس العام الدراسي، بل يتم تدريسه في أعوام أخرى، وهنا يتم التركيز على الكيف وليس الكم، وفي الخارج ليس من الضروري أن تقوم وزارة التربية والتعليم بإعداد المناهج، بل تقوم بهذه المهمة شركات عالمية متخصصة، وبعد انتهائها من إعداد الكتب، يتم عرضها على الوزارة لشراء الذى تحتاجه منها، وفي المدارس الدولية يتسلم الطالب الكتاب المدرسي ثم يعيده إلى المدرسة مرة أخرى.
وليس معنى الاستعانة بشركات عالمية متخصصة في إعداد المناهج، أن يتم استبعاد وزارة التربية والتعليم من التدخل فيها، إذ يمكنها رسم السياسات العامة للمناهج، أو تحديد محتواها العام، بينما عليها أن تترك الحرية للمؤلف في تناول المنهج بالطريقة التربوية المناسبة التي ترضى عنها الوزارة ، وهذا ما حدث بالفعل فى تجربة الكويت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق