الخميس، 10 نوفمبر 2016

التاءات الخمس .... العوامل المحفزة لتوفير بيئة عمل محفزة للإبداع داخل المؤسسات،





التاءات الخمس .... العوامل المحفزة لتوفير بيئة عمل محفزة للإبداع داخل المؤسسات،

عامل الأول : التنويع

أثبتت عدة دراسات في مجال تنمية الموارد البشرية أن ''تنوع القوى العاملة'' أحد أسباب نجاح المؤسسات؛ فإذا كان موظفو المؤسسة نسخا مكررة من بعضهم البعض في الفكر والأسلوب الإداري والمؤهلات والخبرة، فمن المستبعد أن يخرج من بينهم من يفكر بطريقة إبداعية غير نمطية أو يرى الأمور من زوايا مغايرة؛ لذا يجب أن تحرص المؤسسات على تنويع مواردها البشرية عند الاستقطاب والتوظيف (مرشحين من بيئات مختلفة.. قطاعات، جامعات، مناطق، جنسيات..) ليس منعا للمحاباة والمحسوبيات فقط، وإنما لضمان الحصول على موظفين يملكون رؤى مختلفة وإضرام المنافسة بينهم. ربما هذا الذي يدعو الحكومة أو ملاك الشركات إلى الاستعانة بـ''قياديين'' من ''خارج السرب'' لأنهم غالبا ما يحملون فكرا جديدا قادرا على الإبداع والتغيير.
العامل الثاني : التنظيم
يتم هنا تنظيم الوحدة الإدارية المسؤولة عن تلقي المقترحات والأفكار الجديدة وتحديد اختصاصاتها، هل هي إدارة الأبحاث والتطوير R&D؟ أم أن المهمة موزعة على عدة إدارات؟ أم أنها مقصورة على فريق عمل أو لجنة معنية بالتطوير؟
العامل الثالث : التواصل
من الضروري أن تحافظ المؤسسة على ''قنوات مفتوحة'' بين الإدارات العليا والموظفين، يتم من خلالها إرسال واستقبال الأفكار. قد تكون هذه القنوات اجتماعات دورية، أو تقارير شهرية، أو صندوق اقتراحات، أو بريدا إلكترونيا؛ فالإعلان عن المشكلات التي تواجهها المؤسسة يتيح أمام الموظفين فرصة التفكير بحلول مناسبة ، ولعل أشهر هذه القنوات هي اجتماعات التفكير (العصف الذهني)، حيث يتاح لمجموعة من الموظفين طرح الأفكار بانسيابية وسلاسة دون أن تتعرض للنقاش أو الانتقاد.
العامل الرابع : التفاعل
لا شيء يقتل الموظف المبدع سوى رؤية فكرته تحفظ في درج المدير، وتحبس إلى أبد الآبدين.
فالموظف ما أن يطرح فكرة، حتى لو كانت في صورتها الخام، يود أن يشعر بترحيب من المديرين دون قمع أو مصادرة ، لكننا أحيانا نحتاج إلى صقل الكثير من الأفكار قبل التوصل إلى اللب (الفكرة الرائعة).
ومن المهم أن ترسي المؤسسة ''ثقافة'' ترحب بطرح الأفكار بغض النظر عن جدوى التطبيق، 
من ناحية أخرى ، يجب أن نحرص على أمرين: 
الأول هو التركيز على نوعية الأفكار لا عددها، فبعض المؤسسات لا تكترث إلا بـ''استخراج'' أكبر عدد ممكن من الأفكار من عقول موظفيها، الأمر الذي يسبب انهاكا ذهنيا لهم .

أما الثاني فيكمن في كسر الروتين؛ إذ إن لحظات ''التوقد الإبداعي'' لا تظهر إلا خارج المكاتب. المبدعون لا يتجولون إلا في أماكن بعيدة عن ضغوط العمل، والأفكار تولد في ظروف غير تقليدية،
العامل الخامس : التغيير
بعد أن يتم استيفاء العوامل الأربعة السابقة ، تدخل الفكرة المطروحة مرحلة التنفيذ ، سيشعر الموظف هنا أنه فعلا أصبح أداة من أدوات التغيير في المؤسسة؛ فالفكرة التي طرحها تأهلت إلى مرحلة التطبيق، وبالتالي إحداث التغيير المنشود (حل جديد لمشكلة أو تطوير لحل قائم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق