الجمعة، 1 يناير 2016

مراكز التدريب الرقمية.. الباب الذهبي للتوظيف في أميركا Digital training centers.



نشأت مؤسسة تعليمية أميركية جديدة، تعرف بمركز تدريب «الترميز» (التكويد)، كمدرسة مهنية للعصر الرقمي، وهي متخصصة في تخريج مطوري البرمجيات.
وتعكس مراكز التدريب الرقمية تلك أخلاقيات الشركات الناشئة: فهي مؤسسات صغيرة وهادفة للربح (حيث تمتد الدراسة فيها من شهرين إلى 4 أشهر)، وبارعة إلى حد كبير (حيث تعمد إلى مراجعة المناهج الدراسية لديها للمواءمة مع متطلبات الصناعة)، وغير مهتمة بدرجات اختبار الكفاءة الدراسية (SAT) أو الدبلومات. وغالبية تلك المؤسسات باهظة الثمن، ولكن بعضهم يقبل حصة من أرباح العام الأول للطلاب الخريجين أو رسوم المكتشفين من أصحاب الأعمال بوصفها مقابل أتعاب.
من الجدير بالذكر، أنه في حين أن غالبية الشباب حديثي السن لا يجدون وظائف، فإن أغلب الخريجين، وخصوصا أولئك القادمين من مراكز التدريب الرقمية الانتقائية الراقية، سرعان ما يعثرون على وظائف ذات رواتب جيدة. ومن واقع استبيان أجري حول 48 مركزا رقميا من تلك المراكز، خلص موقع (Course Report)، وهو دليل على الإنترنت لمراكز التدريب الرقمية، إلى أن 3 أرباع الخريجين عثروا على وظائف، محققين زيادة في الرواتب بواقع 44 في المائة عن رواتبهم قبل الالتحاق بمركز التدريب الرقمي ومتوسط راتب سنوي يبلغ 76 ألف دولار.
يسمح مركز التدريب الرقمي بقبول من 20 إلى 40 طالبا في الدورة الواحدة، ولدى الكثير من تلك المراكز الرقمية دعم من رؤوس الأموال الاستثمارية، وفي شهر مايو (أيار)، بيع مركز (Dev Bootcamp)، الذي بدأ في سان فرانسيسكو ثم توسعت أعماله إلى نيويورك وشيكاغو، إلى شركة (كابلان) للخدمات التعليمية.
تتجمع مراكز التدريب الرقمية في منطقة ساوث أوف ماركت، وهي مركز شركات البرمجيات الناشئة. ولكن 60 مدرسة من تلك المدارس كانت قد بدأت في العمل في مختلف أرجاء البلاد منذ عام 2012. لتجذب الطلاب بوعود أن أي شخص – حتى أولئك الذين ليست لديهم خلفية حاسوبية مسبقة – يعمل بجد يمكنه التعلم والتأهل لشغل وظيفة في مجال تطوير البرمجيات في تلك الصناعة التواقة إلى مواهب البرمجة.
تتكلف غالبية مراكز التدريب الرقمية 1000 دولار في الأسبوع أو أكثر، وهي تجتذب مزيجا ممن يبغون تغيير مساراتهم المهنية – مثل المحامين، أو الاستشاريين، أو الممثلين – وكذا الطلاب الذين تركوا كلياتهم ليتعلموا التكويد (لغة الترميز)، ويبحثون عن مسار سريع في وظائف ذات أجر جيد. يقول السيد أنتوني بي. كارنيفل، مدير مركز التعليم والقوى العاملة لدى جامعة جورج تاون، بأنه في الاقتصاديات الصناعية القديمة كان مثل ذلك التدريب يجري داخل الوظيفة ذاتها، ولكن الاقتصاد الحالي يعتمد على مدارس ما بعد المرحلة الثانوية لإعداد الطلاب لسوق العمل. ولا تمتلك معظم الكليات برامج متخصصة وجاهزة لتعليم الطلاب كيفية كتابة البرامج.
إن نماذج الإيرادات المدرسية تتباين بشكل كبير. حيث الدراسة مجانية في (App Academy) المتواجدة في سان فرانسيسكو ونيويورك، ولكنها تأخذ 18 في المائة من رواتب العام الأول للخريجين، مع تخفيض بقيمة 5000 دولار لأولئك الذين يعثرون على وظائف لدى صاحب عمل من شركاء الأكاديمية. ولكن المصروفات الدراسية لدى (Flatiron School) في نيويورك تبلغ 12 ألف دولار، مع إعادة مبلغ 4000 دولار للطلاب الذين يعثرون على وظائف لدى صاحب عمل من شركاء الأكاديمية. (ويُطلب من أصحاب الأعمال كذلك سداد نسبة 15 في المائة إلى المدرسة من رواتب العام الأول للطلاب).
تقدم الكثير من المدارس تخفيضات للنساء والأقليات. وبعضها يقبل نسبة أقل من 10 في المائة من المتقدمين، والذين يجري اختبارهم من خلال مقابلات شخصية وتدريبات على التكويد تُجرى على تطبيق (Skype) للتواصل الاجتماعي.
التحق بعض من الطلاب في مراكز التدريب الرقمية بفضول لدراسة الحاسوب في الكليات، ولكنهم أدركوا أنهم تعلموا الكثير من الأمور النظرية واللوغاريتمات، ولكنهم لم يصلوا إلى حد البراعة في (Ruby) أو (JavaScript)، وهي لغات البرمجة المفضلة في صناعة البرمجيات، أو يجنون خبرات واقعية في بناء التطبيقات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق