الخميس، 7 يناير 2016

"‫#‏ذات_يوم‬ " : كيف نتعلم من التاريخ باعتباره معملا للخبرات والتجارب البشرية الحية



اقرأ التاريخ وتعلم منه حتى لا تعيشه مرة ثانية ، ربما هذه هى الحكمة غير المباشرة التى فكر فيها الكاتب الصحفى سعيد الشحات عندما بدأ كتابة مقالاته بعنوان " ذات يوم " .
لم يقصد المؤلف التاريخ بالمعنى الأكايمى الذى يركز على الأحداث الجسام التى مرت عبر التاريخ ، لكنه وقف كثيرا أمام التفاصيل وأمام غير الشائع أوالمسكوت عنه من الأحداث. بذلك رسم خارطة لتاريخ مصر بزعمائها ورجالها وأحداثها،


يحوى الكتاب الكثير من الأحداث التى لا يوحى الظاهر بأنها مترابطة معا، لكن بالتمعن فيما كتبه المؤلف ستجد خيطا رقيقا يجمع هذه الحوادث فهناك علاقة ما تجمع بين موت سليمان خاطر، ووفاة أحمد عرابى وكون أسرته لا تجد نفقات تجهيز جنازته فى 21 سبتمبر 1911، واستشهاد أحمد عصمت فى 1952 ردا على ما حدث من الإنجليز فى موقعة التل 1952، ومصرع "جيفارا"، بعد أن تداعت عليه الأمم، كل ذلك يصعد بالجملة المهمة جدا "ليت السماء تقع على الأرض" التى قالتها السيدة زينب بنت على بن أبى طالب، عندما تكالب الجميع على شقيقها سيد الشهداء.
ومن ناحية أخرى سنعيش مع صراعات القصور والدسائس مع إعدام بوتو، وطومان باى، ومقتل مروان بن الحكم وعبد الكريم قاسم ، وقتل هارون الرشيد للبرامكة كما تحظى أسرة محمد على وأحفاده توفيق وأبوه إسماعيل والملك فاروق فى كل مناحى حيات حتى وفاته غريبا
ونتابع انتهاء الأحلام وتكسر أدواتها، حيث نشاهد لحظات موت شخصيات مهمة رحلت وتركت أثرها الكبير محمد فريد، قاسم أمين، أمل دنقل، أحمد رامى، الشيخ إمام، عاطف الطيب، طلعت حرب، بليغ حمدى، عبد الحكيم عامر، القصبجى، محمود مختار، يوسف صديق، عبد الرحمن الخميسى، عبد الرحمن منيف، عبد المنعم رياض، بوشكين.
عام كامل من الكتابة يرصده أمامك "سعيد الشحات" فى الجزء الأول من "ذات يوم" لتعرف فى النهاية أن يومك العادى بالنسبة للعالم ليس كذلك وبالنسبة للتاريخ حركة تغيير أقامت دولا وأنهت أخرى أقامت إمبراطوريات وخربت أخرى، لا يحكى سعيد الشحات ليسلى ولا يكتب ليعطينا العظة المباشرة.. لكنه يكتب لندرك نحن أبناء الحاضر أن التاريخ هو من صنع حاضرنا ربما حينها نتنبه جيدا للأحداث التى تحيط بنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق