دعت الأمم المتحدة فى اليوم الدولي للسلام إلى الاستثمار في التعليم الذي يشجع الأطفال على تبني المواطنة العالمية على أساس قيم التسامح والتنوع.
وقال الأمين العام بان كي مون في مراسم إحياء اليوم الدولي الذي يحتفل به رسميا في الحادي والعشرين من أيلول/سبتمبر "يستحق كل فتاة وصبي الحصول على التعليم الجيد ومعرفة القيم التي من شأنها أن تساعدهم على أن يصبحوا مواطنين عالميين في مجتمعات متسامحة تحترم التنوع."
ويتم قرع جرس السلام الذي أهدته اليابان إلى الأمم المتحدة في عام 1954، وهو مصنوع من عملات جمعت من ستين دولة، في كل عام في دعوة للسلام، منذ عام 1981 عندما أقرت الجمعية العامة الاحتفال بهذا اليوم ليتزامن
مع افتتاح اجتماعاتها السنوية رفيعة المستوى في أيلول/ سبتمبر. ويحتفل باليوم الدولي هذا العام تحت شعار "التعليم من أجل السلام".
ويشار إلى أن هناك سبعة وخمسين مليون طفل لا يزالون محرومين من التعليم، وملايين آخرين في حاجة إلى تعليم على نحو أفضل. وأشار السيد بان إلى كلمات التلميذة الباكستانية مالالا يوسف زاي، التي تعرَضت لمحاولة اغتيال قامت بها طالبان، بسبب نضالها من أجل الحق في التعليم حيث قالت في الأمم المتحدة "يمكن لمعلم واحد، كتاب واحد، قلم واحد أن يغير العالم."
وقال السيد بان كي مون في رسالته بمناسبة اليوم "إن تعليم الأطفال الأكثر فقرا وتهميشا يتطلب قيادة سياسية جريئة وزيادة في الالتزام المالي ولكن المعونة المقدمة للتعليم قد انخفضت للمرة الأولى خلال عقد من الزمان. وعلينا أن نعكس اتجاه هذا الانخفاض وإقامة شراكات جديدة وتوجيه اهتمام أكبر بكثير لجودة التعليم."
وأشار السيد بان إلى أن الحكومات والشركاء في التنمية يعملون في بيئات الصراع وما بعد الصراع من أجل التحاق كل طفل بالمدرسة "نحن نبني المدارس، ونعمل على تطوير المناهج، وتدريب المعلمين وتوفير وجبات إفطار مغذية ووجبات غداء. ويمكن لهذه المبادرات أن تغير حياة الأطفال وتساعد على معالجة الأسباب الجذرية للصراع." وشدد السيد بان على ضرورة إيجاد حلول للصراعات الحالية، ولا سيما الأزمة التي طال أمدها في سوريا، مما أسفر عن مقتل 100،000 من المدنيين وتشريد الملايين.
"يعد اليوم الدولي للسلام مناسبة للتأمل فهو يوم نكرر فيه قناعتنا بنبذ العنف ، وقال "ونحن نسمع رنين الجرس دعونا نتذكر أن التعليم الذي يعلم قيمة السلام هو وسيلة وقائية أساسية للحد من الحروب والصراعات."
فالتعليم فى ظل تفاقم الفقر والنزاعات الأثينية والعرقية والحروب والصراعات مطلوب منه اليوم أن يهدف إلى :
- مقاومة تأثير العوامل المؤدية إلى الخوف من الآخرين واستبعادهم، وإلى مساعدة النشء على تنمية قدراتهم على استقلال الرأى والتفكير النقدى والأخلاقى.
- وينبغى أن تسهم السياسات والبرامج التعليمية والمناهج الدراسية وغيرها من المواد التعليمية فى تعزيز التفاهم والتضامن والتسامح بين الأفراد ومحاربة العنف والتطرف.
- وهذا ما دعت إليه منظمة اليونسكو، حين أكدت على ضرورة تحسين نوعية المناهج المدرسية بإدراج القيم الإنسانية لتحقيق السلام والتلاحم الاجتماعى واحترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية لتحقيق السلام والتلاحم الاجتماعى.
-وتؤكد منظمة اليونسكو أنه إذا كان الهدف من التعليم هو زيادة مستوى التحصيل الدراسى فإن الأهم من ذلك هو ربط التعليم بالمهارات الحياتية من أجل الوقاية من العنف وبناء السلام ويشمل ذلك ثلاث مجالات :
الأول المجال المعرفى ويشمل الحقائق والأرقام التى يجب على الطلاب معرفتها مثلا عن خطورة انتشار السلاح النووى .
والثانى مجال الاتجاهات والمواقف وهنا يقف المعلم عند مواقف الطلبة واتجاهاتهم وتصوراتهم عن مفاهيم السلام والعنف وكيفية إدارة الأزمات وتشجيعهم على الحوار ودعم الحلول الديمقراطية التى تكرس مبدأ العدالة والمساواة.
أما المجال الثالث هو مجال مهارات إدارة النزاعات وتحليل الأزمات ومهارات الاتصال.
كما يؤدالتعليم المستند إلى المهارات الحياتية من أجل الوقاية من العنف وبناء السلام على تنمية المعارف، والمهارات، والتوجّهات، والقيم المطلوبة لإحداث التغيير السلوكي.
وعند تطبيق إحدى المهارات الحياتية أو مزيج منها على قضية منع العنف والوقاية منه، فإن تلك المهارة أو ذلك المزيج من المهارات يستطيع أن يمكّن الطلبة من:
- تشخيص وتطبيق الحلول السلمية لفض النزاعات (مثل مهارات حل المشكلات، وصنع القرار، والتفكير الناقد، والتعامل مع الضغوط، والتعامل مع العواطف، والتواصل، والعلاقات بين الأشخاص).
- تشخيص المواقف الخطرة وتجنّبها (مثلاً مهارات التفكير الناقد، وحل المشكلات، وصنع القرار).
- تقييم حلول العنف، التي تبدو ناجحة كما تصوّرها وسائل الإعلام (كمهارة التفكير الناقد مثلاً).
- مقاومة الضغط من الأَقران والراشدين الهادف إلى استخدام السلوك العنيف (مثلاً مهارات حل المشكلات، وصنع القرار، والتفكير الناقد، والتعامل مع الضغوط، والتعامل مع العواطف، والتواصل، والعلاقات بين الأشخاص).
- أداء دور الوسيط وتهدئة المتخاصمين (مثلاً مهارات الوعي الذاتي "معرفة الذات"، وحل المشكلات، وصنع القرار، والتفكير الناقد، والتعامل مع الضغوط، والتعامل مع العواطف، والتواصل، والعلاقات بين الأشخاص).
- المساعدة في منع وقوع الجرائم في المجتمع المحلي (مثلاً مهارات حل المشكلات، وصنع القرار، والتواصل، والتعامل مع العواطف).
- خفض التحامل وزيادة التسامح من أجل التنوّع/التباين (على سبيل المثال مهارات التفكير الناقد، والتعامل على الضغوط، والتعامل مع العواطف، والتواصل، والعلاقات ما بين الأشخاص).
إن ثقافة السلام تعني: أن تسود ثقافة الحوار والمناقشة والإقناع في تعاملنا مع الآخرين بدلاً من فرض الرأي الواحد بالقوة أو التهديد، أي إن ثقافة السلام هي أن نحل ما ينشأ من مشكلات وخلافات عن طريق التفاوض وليس عن طريق العنف وما يؤكد حرص الإسلام على تعزيز ثقافة السلام بوصفها ركنا ومبدأ من أركانه ومبادئه، دعوته المؤمنين إلى الدخول في السلم كافة، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً» البقرة (208).
للمزيد :
معهد المهاتما غاندى للتربية من أجل السلام والتنمية المستدامة التابع لليونسكو :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق