الاثنين، 16 يونيو 2014

في ذكرى رحيله: ال 50 : ماذا بقي من عباس العقاد؟ المثقف الموسوعي




أثبت بعبقريته الأدبية والفلسفية أن التعليم النظامي لا يُعد شرطًا لنبوغ صاحبه، فعلى الرغم من كون الأديب والمفكر محمود عباس العقاد أحد رموز عصره الأدبية إلا أنه لم يتلق تعليمًا فريدًا، واقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية فقط؛ لعدم توافر المدارس الحديثة في محافظة أسوان، حيث ولد ونشأ هناك، كما أن موارد أسرته المحدودة لم تتمكن من إرساله إلى القاهرة كما يفعل الأعيان.
واعتمد العقاد فقط على ذكائه الحاد وصبره على التعلم والمعرفة حتى أصبح صاحب ثقافة موسوعية لا تضاهى أبدًا، ليس بالعلوم العربية فقط وإنما العلوم الغربية أيضًا؛ حيث أتقن اللغة الإنجليزية من مخالطته للسياح المتوافدين على محافظتي الأقصر وأسوان، مما مكنه من القراءة والإطلاع على الثقافات البعيدة.
وكما كان إصرار العقاد مصدر نبوغه، فإن هذا الإصرار كان سببًا لشقائه أيضًا، فبعدما جاء إلى القاهرة وعمل بالصحافة، صار من كبار المدافعين عن حقوق الوطن في الحرية والاستقلال، فدخل في معارك حامية مع القصر الملكي، مما أدى إلى ذيع صيته واُنْتخب عضوًا بمجلس النواب.وقد ظفر العقاد بنموذ المثقف الموسوعى الكاتب عن كل شيء، والقارئ عن كل شيء. لكن ان كان طه حسين قد ترك لنا القدرة على إثارة الأسئلة ، والتشكك المنهجى فما الذي، في المقابل، تركه العقاد، وهو المقتحم للنموذج الموسوعي؟!
 هل ترك العقاد شيئا يتعلق بنظام التفكير، أم ترك لنا نموذج المثقف الموسوعي، فقط، والذي لا يعنى كثيرا بالأدوات والمنهج ونظام التفكير، بقدر ما يعنيه الموسوعية، والاطلاع، والتبحر، والتعرف على كل شيء؟!

والجدير بالذكرأنه قد شارك أدباء وشعراء ونقاد في الاحتفالية التي نظمها أمس المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، بمناسبة مرور 125 عاما على ميلاد الأديب عباس محمود العقاد و50 عاما على وفاته. وتبرز الاحتفالية التي تقام على مدى يومين وسبع جلسات، جوانب من العطاء الأدبي والفكري والفلسفي للأديب الراحل.

للمزيد:

مؤلفات العقاد كاملة pdf:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق