الجمعة، 13 يوليو 2018

التعليم ودوره فى الحفاظ على الهوية اللغوية فى فيتنام



لم يكتف الفيتناميون بتحرير أنفسهم من السيطرة العسكرية فقط، بل عملوا على تحرير أنفسهم من السيطرة اللغوية، وأنفقوا في ذلك جهداً كبيراً، وأسسوا لجانا لغوية وعلمية للترجمة كان تعمل وفق وصية مهمة من الزعيم الفيتنامي "هوشي منه" وهي "اسهروا على صفاء اللغة الفيتنامية كما تسهرون على صفاء عيونكم". 
وبهذه الإرادة تمكن الفيتناميون خلال عشرين عاما من ابتكار ربع مليون مصطلح علمي وتقني، ومضوا يعلمون بلغتهم الوطنية، رغم أن كثيرا من النخب العلمية كانوا يجيدون اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية، إلا أن اللغة تمثل مصدر قوة واستقلال،
وهذا درس فيتنامي للدول التي لا تزال ترى أن المهمة مستحيلة في بناء مناهج ذات جذور وطنية.


وبذلك تفوقت فيتنام على مستعمريها السابقين، الذين نظروا إليها على أنها أمة ضعيفة، وقتلوا منها أكثر من خمسة ملايين، ولذا واصلت العمل على التعليم بكل جد حتى هزمت الولايات المتحدة مرة أخرى في التعليم كما هزمتها من قبل في الحرب، حيث احتلت المركز (12) في عام 2015 في تصنيف منظمة التعاون والتنمية (OFCD)، وكانت فيتنام قد دخلت لأول مرة في اختبارات "بيزا" في عام (2012) حيث احتلت المرتبة (17) في الرياضيات، و(8) في العلوم، و(19) في القراءة أي أعلى من الولايات المتحدة في جميع المواد الدراسية التي احتلت المراتب (36) و (28)، و(23) في الرياضيات والعلوم والقراءة على التوالي .
أما في التصنيف العالمي الصادر عن منظمة التعاون والتنمية في مايو (2015) على أساس العلوم والرياضيات، احتلت فيتنام المرتبة (12) بينما احتلت الولايات المتحدة المرتبة (28). بل إن النتائج كشفت أن ما يقرب من (17%) من أفقر الطلبة في فيتنام البالغين من العمر (15) عاماً هم من ضمن الـ (25%) الأعلى أداءً في جميع البلدان النامية والاقتصاديات التي تشارك في اختبارات بيزا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق