الجمعة، 13 يوليو 2018

فيتنام: حين صمدت جبهة التعليم تحرر فيتنام




نجح الفيتناميون في الحفاظ على بلدهم مستقلة، ولم يفلح الأمريكيون ومن قبلهم الفرنسيون في السيطرة على شعب آمن بقيمة الكتاب والمدرسة،
فقد ركزت فيتنام على تعليم طلابها قيم الحرية والاستقلال وعدم الخضوع، وعملوا على بناء الإنسان الفيتنامي المعتز بنفسه وبلغته وبإمكاناته، لم يستسلموا لإرث الاستعمار الفرنسي الذي دام ثمانية وثمانين عاماً، والاستعمار لم يعمل يوماً على بناء الوعي عند الشعوب المستعمرة، إنما كان يعمل على تجريدها من مكامن القوة، ومن ضمنها التعليم الذي كان الفرنسيون يدركون أنه سلاح لا يجب أن يكون متاحاً للفيتناميين، ولنا أن نتخيل كيف أن (50) ألف نسمة من أصل (23) مليون فيتنامي يعرفون مبادئ القراءة والكتابة فقط، وكان التعليم والإدارة باللغة الفرنسية مما قاد إلى إضعاف اللغة الفيتنامية، ولم يكن في البلاد إلا جامعة واحدة يدرس بها (200) طالب فقط، معظمهم من أبناء الجالية الفرنسية.
وما أن تخلص الفيتناميون من الاستعمار الفرنسي، حتى جاء الغزو الأمريكي مع بداية الستينيات من القرن الماضي، وكان الفيتناميون نصفهم يقاوم العدو، والنصف الآخر يقوم بتعليم الأطفال، لأنهم آمنوا أن جبهة القتال لا يجب أن تؤدي إلى سقوط جبهة التعليم، وانتهجوا في ذلك منهجية تستحق أن تدرس اليوم كمؤشر على الإيمان بالتعليم، حيث تخلوا عن المباني المدرسية، واتجهوا إلى القرى ، وعلموا على تقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة، وكان التدريس يتم في الخنادق، وتحت القصف أحياناً، لكن هذا شعب أدرك أن الحروف التي تتعلم تحت القصف، تتحول إلى أسلحة لا يمكن مقاومتها، وأن المعلمين الذين أصروا على التعليم في ظروف الحرب، لابد أن يكونوا رموزا وطنية مؤثرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق