الخميس، 3 مايو 2018

كيف تشكل اللغة الطريقة التى نفكر بها


يتواصل البشر مع بعضهم البعض باستخدام مجموعة مذهلة من اللغات، وتختلف كل منها في عدد لا يحصى من الطرق. لكن هل تشكل تلك اللغات التي نتكلمها الطريقة التي نرى بها العالم ؟ و هل تتحكم بطريقة تفكيرنا ، وبالطريقة التي نعيش بها حياتنا؟ و هل يقوم الناس الذين يتكلمون لغات مختلفة بالتفكير بطريقة مختلفة لمجرد أنهم يتكلمون لغات مختلفة؟ و هل تعلم لغات جديدة يغير الطريقة التي نفكر بها ؟ و هل يفكر من يتحدثون لغات متعددة بشكل مختلف عندما يستخدمون كلاً من تلك اللغات المختلفة؟
الأبحاث التي أجريت في معامل جامعة ستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ساعدت الآن على إعادة طرح هذه الأسئلة، ومحاولة الإجابة عليها:
من خلال جمع البيانات من جميع أنحاء العالم : من الصين ، واليونان ، وتشيلي ، واندونيسيا ، وروسيا ، والسكان الأصليين في أستراليا ، والتى خلصت إلى أن الناس الذين يتكلمون لغات مختلفة يقومون بالفعل بالتفكير بطريقة مختلفة ، وأنه حتى الأخطاء العرضية في القواعد يمكن أن تؤثر تأثيرا عميقا على الطريقة التي نرى بها العالم، وكذلك الاتجاه المستخدم في كتابة اللغة، .
أى سيقوم المتكلمون بلغات مختلفة بالتركيز على رموز وجوانب مختلفة من العالم فقط حتى يتسنى لهم استخدام لغتهم بشكل صحيح.
فاللغات طبقاً لتشومسكي، وسيلة للتعبير عن الأفكار ولخلق الأفكار أيضاً. أي أن استخدامنا للغة بعينها (كالعربية مثلاً) يؤثر على الطريقة التي نبني بها أفكارنا، وينعكس ذلك على واقعنا بشكل مادي ملموس ومباشر.

كما تشرح أستاذة اللغويات في جامعة كاليفورنيا ليرا بوروديتسكي Lera Boroditsky الاختلاف الذي يمكن أن يحدث في أساليب التفكير من شخص لآخر بسبب اللغة الأم التي يتحدث بها، منبهةً إلى أن في العالم اليوم زهاء سبعة آلاف لغة، وأن كلاً منها تعكس طريقة مختلفة في التفكير ورؤية الأشياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق