الأحد، 26 نوفمبر 2017

قصر الألفى الذى تحول إلى فندق شيبرد


لا يوجد في إحدى العواصم الأوروبية فندق تتوافر به وسائل الراحة والتسلية، كتلك التي وجدتها في فندق شبرد»
تلك كانت كلمات سفير بلجيكا في برلين البارون «دونوتونيا» الذي زار مصر في نهاية القرن التاسع عشر، والتي ذكرها في معرض حديثه عن مستوى الخدمة التي يتميز بها ذلك الفندق العريق الذي استقر به مقامه أثناء وجوده بمصر.
كتبت عنه مجلة أخبار لندن المصورة الشهيرة في عام 1857 قائلة: 
"ربما لا يمكن لك بأي فندق في العالم أن ترى هذا الخليط من البشر ذوى المكانة المرموقة من مختلف دول العالم".

قصة بناء الفندق
وتعود قصة بناءشبرد القديم عند حضور مستر صموئيل شبرد للقاهرة للبحث عن قطعة أرض يقيم عليها فندقه الجديد في عام 1841، فوقع اختياره على موقع الفندق القديم المطل على بحيرة الأزبكية بالقاهرة،
وكان الألفى قد بنى قصر فخم جدا فى حي الازبكيه، بأعمدة ضخمه من الرخام الفاخر وشبابيك من الخشب الثمين وزينه بالنجف والتحف اللى كان أهداها له بعض اثرياء اوروبا وأقام فسقيه ضخمه تم تصميمها من قطعه واحدة من الرخام وفيها نافورة من النحاس ، وأقام حول القصر بستان ضخم وزينه وفرشه بافخم الاثاث، الا انه بمجرد الانتهاء من بناؤة هجمت الحمله الفرنسيه على مصر عام 1798م وكان الالفى فى الشرقيه فى ذلك الوقت فلما استولى الفرنسيين على القاهرة، اختار الجنرال نابليون بونابرت قصر الألفي بك ليسكن فيه ويصبح مقر القيادة العامة، واستمر كذلك حتى قام سليمان الحلبي بقتل كليبر داخل حديقة القصر ، ولم يسكن الالفي فى القصر سوى ستة عشر يوما !..

وقد تم افتتاح الفندق في نهاية عام 1841 وعرف وقتها باسم «الفندق الإنجليزي الجديد» واستمر يحمل هذا الاسم حتى عام 1845 حين أطلق عليه «فندق شبرد» وقد شهدت مرحلة إنشاء الفندق حالة من الرواج السياحي والتجاري لمصر، وهو ما شجع الكثير من الوفود الأوروبية على المجيء لمصر والإقامة فيه.
كان عام 1869 نقطة تحول مهمة في تاريخ هذا الفندق، ففي هذا العام نزل به العديد من الشخصيات العالمية التي جاءت لمصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس بدعوة من الخديوي إسماعيل. وكان على رأس الزوار الملكة الفرنسية «أوجيني» التي استقبلها الخديوي إسماعيل في فندق «شبرد» وأقام لها حفلا أسطوريا به، وهو ما جعله قبلة مشاهير العالم من الذين زاروا مصر.
وعلى مدار أعوام عديدة حرصت إدارة الفندق على ان يحتوي الكتاب الذهبي الخاص بالفندق على توقيعات العديد من الضيوف والمشاهير والشخصيات العالمية ومنهم الملكة مارى ملكة رومانيا ، وملك بلجيكا ليوبولو ، وملك اسبانيا الفونسو ، وونستون تشرشل ، والملك «فيصل» ملك العراق الراحل، وأغاخان، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق السير وينستون شرشل، والرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت.

وظل موقع فندق «شبرد» يحتل مركز الصدارة في الكثير من الأحداث والمناسبات التي وقعت في القرن الماضي ومن بينها انه اتخذ كأحد مراكز قيادة الحلفاء في الحربين العالميتين الأولى 1914-1918، والثانية 1939-1945. كما استضافت غرفه الوفود العربية التي حضرت الى مصر لإعلان إنشاء جامعة الدول العربية عام 1946.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق